
104- سورة الهمزة
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 49 و ترتيبها 104 في المصحف الشريف
و نزلت بعد سورة القيامة و بدأت بالدعاء على الذين يعيبون الناس "ويل لكل همزة
".
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
إنَّ التعمّق في تفسير آيات هذه السورة، يظهرُ سبب تسميتها بهذا الاسم
بشكلٍّ جليٍّ وواضح، وسبب تسميتها يعود لورودِ هذا اللفظ فهي مطلعها، ولتحذيرها من
عادة الهمز واللمز، وقال سعيد بن جبير، وقتادة: “الهمزة هو الذي يأكل لحوم الناس
ويغتابُهم، واللمزة: الطعان عليهم”، وقال ابن زيد: “الهمزة هو الذي يهمز الناس بيده
ويضربهم، واللمزة: الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم”، وقد أعدَّ الله الويل لمن يهمز ويلمز،
ومن هنا يظهر سبب تسميتها بهذا الاسم، والله تعالى أعلم.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
تطرّقت السورة كغيرها من السور المكية إلى كلّ ما يتعلق بالعقيدة والدفاع
عن الإسلام والمسلمين ضدّ كل من ناصبهم العداء بالقول أو الفعل، فقد افتتحت السورة
آياتها بالتهديد والوعيد لمشركي قريشٍ الذين اتخذوا من المسلمين مادةً دسمةً للسخرية
والاستهزاء والهمز واللمز وهذا الوعيد عامٌّ لكل من فعل فِعل مشركي قريشٍ وتعرّض
للناس بالإيذاء اللفظي أو بالإشارة وما شابه، كما تضمّنت الآيات الحديث عن أغنياء
قريشٍ الذين اعتقدوا أن مالهم الوفير سببٌ في خلودهم في الدنيا، والتأكيد على أنّ
النار مصير كل مستهزئٍ بالدِّين وأهله، وأخيرًا ذِكر أوصاف النار.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
تختلفُ أسباب نزول الآيات القرآنية باختلاف الحوادث التي تنزل لأجلها،
وفيما يخصُّ سبب نزول سورة الهمزة، فإنّ سبب نزولها يعود لرجلٍ يدعى الأخنس بن شريق،
فقد كان هذا الرجل كثير الوقيعة في الناس، يهمز ويلمز ويسخر منهم، وكثير السب في
الغدوة والروحة، فأنزل الله تعالى فيه هذه السورة التي يحذِّرُ بها من كلِّ همَّازٍ
لمَّاز، يقع على أعراض الناس بالسَّبِّ أو الشتم، ويكثر من الغيبة والكلام في ظهوره
الناس، فقال تعالى: “وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا
وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ * كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ”، والعبرة في هذه
الآيات تكمن في أنّها عامة اللفظ وليست خاصّة السبب، وقد قِيلَ: الهُمزة هو الذي
يغتاب الرجلَ في وجهه، واللمزة هو الذي يغتابُ الرَّجلَ من خلفِه، أو الهمزة الذي
يؤذي جلساءه بسوء لفظه، واللمزة الذي يكسر عينَه على جليسه، ويشير بيده أو برأسه
أو بحاجبِهِ سخريةً وانتقاصًا.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ
(2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ
(4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي
تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ
مُمَدَّدَةٍ (9)
|