
الركن
الثالث: الإيمان بالكتب
|
..::
الإيمان بالكتب وحقيقته ::..
|
الإيمان بكتب الله المنـزلة على رسله عليهم الصلاة والسلام هو الركن
الثالث من أركان الإيمان ، فإن الله تعالى قد أرسل رسله بالبينات وأنزل عليهم الكتب
رحمة للخلق وهداية لهم لتتحقق سعادتهم في الدنيا والآخرة ، ولتكون منهجاً يسيرون
عليه وحاكمة بين الناس فيما اختلفوا فيه .
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا
مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) [سورة الحديد:
الآية 25]. وقال تعالى : ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ
مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ
بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) [سورة البقرة: الآية
21]
والمقصود بالإيمان بالكتب هو التصديق الجازم بأن لله كتباً أنزلها على
رسله عليهم الصلاة والسلام ، وهي من كلامه حقيقة ، وأنها نور وهدى ، وأن ما تضمنته
حق وصدق وعدل يحب اتباعه والعمل به ، ولا يعلم عددها إلا الله .
قال تعالى : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ) [سورة النساء:
الآية 164]. وقال تعالى : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى
يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ( [سورة التوبة: الآية 6]
|
..::
حكم الإيمان بالكتب ::..
|
يجب الإيمان بجميع الكتب التي أنزلها الله على رسله عليهم الصلاة السلام، وأن الله تبارك وتعالى قد تكلم بها حقيقة
، وأنها منزلة غير مخلوقة، ومن جحدها أو جحد شيئاً منها فقد كفر .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي
أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) [سورة النساء: الآية
136].
وقال تعالى: ( وَهَذَا كِتَابٌ
أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [سورة الأنعام: الآية 155]
|
..::
الكتب السماوية التي ورد ذكرها في القرآن والسنة ::..
|
1 ـ القرآن الكريم :
وهو كلام الله الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل والأنبياء
، فكان آخر الكتب المنزلة ، وقد تكفل الله بحفظه من التحريف والتبديل وجعله ناسخاً
للكتب الأخرى .
قال تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
(
[سورة الحجر: الآية 9].
وقال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا
لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ
بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ(
[سورة المائدة: الآية 48].
2 ـ التوراة :
وهي الكتاب الذي أنزله الله على موسى عليه السلام وجعلها هدى ونوراً
يحكم بها أنبياء بني إسرائيل وأحبارهم .
والتوراة التي يجب الإيمان بها هي التي أنزلها الله على موسى عليه السلام
وليست التوراة المحرفة الموجودة عند أهل الكتاب اليوم .
قال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ
يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ
وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ) [سورة المائدة: الآية
44] .
3 ـ الإنجيل :
وهو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام بالحق مصدقاً لما
قبله من الكتب السماوية .
والإنجيل الذي يجب الإيمان به هو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى عليه
السلام بأصوله الصحيحة ، وليست الأناجيل المحرفة الموجودة اليوم عند أهل الكتاب
.
قال تعالى : ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ
فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى
وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( [سورة المائدة: الآية 46].
4 ـ الزبور :
وهو الكتاب الذي أنزله الله على داود عليه السلام . والزبور الذي يجب
الإيمان به هو ما أنزله الله على داود عليه السلام وليس ما دخل عليه التحريف من عمل
اليهود . قال تعالى: ( وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا( [سورة النساء: الآية 163]
5 ـ صحف إبراهيم وموسى :
وهي الصحف التي آتاها الله إبراهيم وموسى عليهما السلام وهذه الصحف
مفقودة ولا يعرف منها شيء إلا ما جاء ذكره عنها في القرآن الكريم والسنة.
وقال تعالى: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ
خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى
) [سورة الأعلى: الآيات 16-19]
|
..::
مقطع تعليمي ::..
|