الخميس، 3 أكتوبر 2019

أركان الإيمان | الركن الثالث: الإيمان بالكتب


الركن الثالث: الإيمان بالكتب
..:: الإيمان بالكتب وحقيقته ::..
الإيمان بكتب الله المنـزلة على رسله عليهم الصلاة والسلام هو الركن الثالث من أركان الإيمان ، فإن الله تعالى قد أرسل رسله بالبينات وأنزل عليهم الكتب رحمة للخلق وهداية لهم لتتحقق سعادتهم في الدنيا والآخرة ، ولتكون منهجاً يسيرون عليه وحاكمة بين الناس فيما اختلفوا فيه .
قال تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) [سورة الحديد: الآية 25]. وقال تعالى : ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ) [سورة البقرة: الآية 21]
والمقصود بالإيمان بالكتب هو التصديق الجازم بأن لله كتباً أنزلها على رسله عليهم الصلاة والسلام ، وهي من كلامه حقيقة ، وأنها نور وهدى ، وأن ما تضمنته حق وصدق وعدل يحب اتباعه والعمل به ، ولا يعلم عددها إلا الله .
قال تعالى : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ) [سورة النساء: الآية 164]. وقال تعالى : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ( [سورة التوبة: الآية 6]
..:: حكم الإيمان بالكتب ::..
يجب الإيمان بجميع الكتب التي أنزلها الله على رسله عليهم الصلاة   السلام، وأن الله تبارك وتعالى قد تكلم بها حقيقة ، وأنها منزلة غير مخلوقة، ومن جحدها أو جحد شيئاً منها فقد كفر .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ) [سورة النساء: الآية 136].
 وقال تعالى: ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) [سورة الأنعام: الآية 155]
..:: الكتب السماوية التي ورد ذكرها في القرآن والسنة ::..
1 ـ القرآن الكريم :
وهو كلام الله الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الرسل والأنبياء ، فكان آخر الكتب المنزلة ، وقد تكفل الله بحفظه من التحريف والتبديل وجعله ناسخاً للكتب الأخرى .
قال تعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( [سورة الحجر: الآية 9].
وقال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ(  [سورة المائدة: الآية 48].
2 ـ التوراة :
وهي الكتاب الذي أنزله الله على موسى عليه السلام وجعلها هدى ونوراً يحكم بها أنبياء بني إسرائيل وأحبارهم .
والتوراة التي يجب الإيمان بها هي التي أنزلها الله على موسى عليه السلام وليست التوراة المحرفة الموجودة عند أهل الكتاب اليوم .
قال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ) [سورة المائدة: الآية 44] .
3 ـ الإنجيل :
وهو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام بالحق مصدقاً لما قبله من الكتب السماوية .
والإنجيل الذي يجب الإيمان به هو الكتاب الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام بأصوله الصحيحة ، وليست الأناجيل المحرفة الموجودة اليوم عند أهل الكتاب .
قال تعالى : ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ( [سورة المائدة: الآية 46].
4 ـ الزبور :
وهو الكتاب الذي أنزله الله على داود عليه السلام . والزبور الذي يجب الإيمان به هو ما أنزله الله على داود عليه السلام وليس ما دخل عليه التحريف من عمل اليهود . قال تعالى: ( وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(  [سورة النساء: الآية 163]
5 ـ  صحف إبراهيم وموسى :
وهي الصحف التي آتاها الله إبراهيم وموسى عليهما السلام وهذه الصحف مفقودة ولا يعرف منها شيء إلا ما جاء ذكره عنها في القرآن الكريم والسنة.
وقال تعالى: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ) [سورة الأعلى: الآيات 16-19]
..:: مقطع تعليمي ::..

واتساب