
الركن
السادس: الإيمان بالقدر
|
..::
تعريف القدر وأهمية الإيمان به ::..
|
القدر : هو تقدير الله
للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضت حكمته . وهو يرجع إلى قدرة الله ، وأنه على كل
شيء قدير فعال لما يريد .
والإيمان به من الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى ، وهو أحد أركان
الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها . قال تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ
بِقَدَرٍ (
[سورة القمر: الآية 49] .
قال صلى الله عليه وسلم : ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ، أو الكيس
والعجز)) [ رواه مسلم ] .
|
..::
مراتب القدر ::..
|
لا يتم الإيمان بالقدر إلا بتحقيق أربع مراتب هي :
أولاً : الإيمان بعلم
الله الأزلي المحيط بكل شيء . قال تعالى: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ
مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ
يَسِيرٌ (
[سورة الحج: الآية 70]
ثانياً : الإيمان بالكتابة
في اللوح المحفوظ لما علم الله من المقادير . قال تعالى : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ
مِنْ شَيْءٍ ) [سورة الأنعام: الآية 38].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات
والأرض بخمسين ألف سنة)) [ رواه مسلم ]
.
ثالثاً : الإيمان بمشيئة
الله النافذة وقدرته الشاملة . قال تعالى: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ
اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( [سورة التكوير: الآية 29].
قال صلى الله عليه وسلم لمن قال له ما شاء الله وشئت
: ((أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده)) [ رواه أحمد] .
رابعاً : الإيمان بأن
الله خالق كل شيء . قال تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ وَكِيلٌ ( [سورة الزمر: الآية 62].
وقال تعالى: ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ
وَمَا تَعْمَلُونَ (
[سورة الصافات: الآية 96].
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يصنع كل صانع وصنعته)) [ رواه
البخاري ] .
|
..::
الواجب على العبد في القدر ::..
|
يجب على العبد في القدر أمران :
الأول : أن يستعين بالله
في فعل المقدور واجتناب المحذور ، وأن يدعوه بأن ييسره لليسرى ويجنبه العسرى ، ويتوكل
عليه ويستعيذ به ، فيكون مفتقراً إليه في جلب الخير وترك الشر. قال صلى الله
عليه وسلم : ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو
أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان)) .
الثاني : عليه أن يصبر
على المقدور فلا يجزع ، فيعلم أن ذلك من عند الله فيرضى ويسلم ، ويعلم أن ما أصابه
لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . قال صلى الله عليه وسلم : (( وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك)).
|
..::
ثمرات الإيمان بالقدر ::..
|
للإيمان بالقضاء والقدر ثمار طيبة وآثار حسنة ، تعود على الأمة والفرد
بالصلاح فمنها :
أ ـ أنه يثمر أنواع العبادات الصالحة والصفات الحميدة ، كالإخلاص لله
، والتوكل عليه ، والخوف منه والرجاء وإحسان الظن به ، والصبر وقوة الاحتمال ، ومحاربة
اليأس ، والرضا بالله ، وإفراد الله بالشكر والفرح بفضله ورحمته ، والتواضع لله عز
وجل ، وترك الكبر والخيلاء ، ويثمر الإنفاق في أوجه الخير ثقة بالله ، والشجاعة والإقدام
، والقناعة وعزة النفس ، وعلو الهمة ، والحزم ، والجد في الأمور ، والاعتدال في السراء
والضراء ، والسلامة من الحسد والاعتراض ، وتحرير العقول من الخرافات والأباطيل وراحة
النفس وطمأنينته القلب .
ب ـ أن المؤمن بالقدر يمضي في حياته على منهج سوي ، فلا تبطره النعمة
، ولا ييأس بالمصيبة ، ويستيقن أن ما أصابه من ضراء فبتقدير الله ابتلاء ، فلا يجزع
بل يصبر ويحتسب .
ج ـ أنه يحمي من أسباب الضلال وسوء الخاتمة إذ يثمر له المجاهدة الدائمة
على الاستقامة والإكثار من الصالحات ، ومجانبة المعاصي والموبقات .
د ـ أنه يثمر للمؤمنين مواجهة المصاعب والأهوال بقلب ثابت ويقين تام
مع فعل الأسباب .
قال صلى الله عليه وسلم : ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ،
إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)) [ رواه
مسلم ] .
|
..::
مقطع تعليمي ::..
|