الخميس، 3 أكتوبر 2019

أركان الإيمان | الركن السادس: الإيمان بالقدر



الركن السادس: الإيمان بالقدر
..:: تعريف القدر وأهمية الإيمان به ::..
القدر : هو تقدير الله للكائنات حسبما سبق به علمه واقتضت حكمته . وهو يرجع إلى قدرة الله ، وأنه على كل شيء قدير فعال لما يريد .
والإيمان به من الإيمان بربوبية الله سبحانه وتعالى ، وهو أحد أركان الإيمان التي لا يتم الإيمان إلا بها . قال تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ( [سورة القمر: الآية 49] .
قال صلى الله عليه وسلم : ((كل شيء بقدر حتى العجز والكيس ، أو الكيس والعجز)) [ رواه مسلم ] .
..:: مراتب القدر ::..
لا يتم الإيمان بالقدر إلا بتحقيق أربع مراتب هي :
أولاً : الإيمان بعلم الله الأزلي المحيط بكل شيء . قال تعالى: ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ( [سورة الحج: الآية 70]
ثانياً : الإيمان بالكتابة في اللوح المحفوظ لما علم الله من المقادير . قال تعالى : ( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) [سورة الأنعام: الآية 38].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة)) [ رواه مسلم ]  .
ثالثاً : الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة . قال تعالى: ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( [سورة التكوير: الآية 29].
 قال  صلى الله عليه وسلم لمن قال له ما شاء الله وشئت : ((أجعلتني لله نداً بل ما شاء الله وحده)) [ رواه أحمد] .
رابعاً : الإيمان بأن الله خالق كل شيء . قال تعالى : ( اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ( [سورة الزمر: الآية 62].
 وقال تعالى: ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ( [سورة الصافات: الآية 96].
وقال صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يصنع كل صانع وصنعته)) [ رواه البخاري ] .
..:: الواجب على العبد في القدر ::..
يجب على العبد في القدر أمران :
الأول : أن يستعين بالله في فعل المقدور واجتناب المحذور ، وأن يدعوه بأن ييسره لليسرى ويجنبه العسرى ، ويتوكل عليه ويستعيذ به ، فيكون مفتقراً إليه في جلب الخير وترك الشر. قال صلى الله عليه وسلم : ((احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء  فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان)) .
الثاني : عليه أن يصبر على المقدور فلا يجزع ، فيعلم أن ذلك من عند الله فيرضى ويسلم ، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . قال صلى الله عليه وسلم : (( وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك)).
..:: ثمرات الإيمان بالقدر ::..
للإيمان بالقضاء والقدر ثمار طيبة وآثار حسنة ، تعود على الأمة والفرد بالصلاح فمنها :
أ ـ أنه يثمر أنواع العبادات الصالحة والصفات الحميدة ، كالإخلاص لله ، والتوكل عليه ، والخوف منه والرجاء وإحسان الظن به ، والصبر وقوة الاحتمال ، ومحاربة اليأس ، والرضا بالله ، وإفراد الله بالشكر والفرح بفضله ورحمته ، والتواضع لله عز وجل ، وترك الكبر والخيلاء ، ويثمر الإنفاق في أوجه الخير ثقة بالله ، والشجاعة والإقدام ، والقناعة وعزة النفس ، وعلو الهمة ، والحزم ، والجد في الأمور ، والاعتدال في السراء والضراء ، والسلامة من الحسد والاعتراض ، وتحرير العقول من الخرافات والأباطيل وراحة النفس  وطمأنينته القلب .
ب ـ أن المؤمن بالقدر يمضي في حياته على منهج سوي ، فلا تبطره النعمة ، ولا ييأس بالمصيبة ، ويستيقن أن ما أصابه من ضراء فبتقدير الله ابتلاء ، فلا يجزع بل يصبر ويحتسب .
ج ـ أنه يحمي من أسباب الضلال وسوء الخاتمة إذ يثمر له المجاهدة الدائمة على الاستقامة والإكثار من الصالحات ، ومجانبة المعاصي والموبقات .
د ـ أنه يثمر للمؤمنين مواجهة المصاعب والأهوال بقلب ثابت ويقين تام مع فعل الأسباب .
قال صلى الله عليه وسلم : ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)) [ رواه مسلم ] .
..:: مقطع تعليمي ::..

واتساب