
096- سورة العلق
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 19 و ترتيبها 96 في المصحف الشريف
و هي أول ما نزل من القرآن الكريم و بدأت بفعل أمر " اقرأ " و السورة بها
سجدة في الآية رقم 19 .
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
إنّ مطلع سورةِ العلق الذي اعتمد على أسلوب الأمر بتكرار كلمة اقرأ،
أفضى إلى الأمر بالقراءة باسم الله الذي خلق كلّ شيء، وجاءت الآية الثانية أكثر تفصيلًا،
حينَ حددت أنّ الله تعالى خلقَ الإنسان من علق، والمقصود خلقَ الإنسان من دمِ، فالعلقة
هي الدم الجامد، وإذا جرى فهو الدم المسفوح، وخصَّ الإنسان بالذكر تشريفًا له، وإنّما
تحديد اسم السورة بكلمة العلق، والذكر بأن الإنسان خلق من علق، هو إظهار وتبيين واضح
بأنَّ الله -سبحانه وتعالى- قادرٌ على خلق الإنسان من نقطة دم صغيرة مهينة، وجعلِهِ
بشرًا سويًّا عاقلًا، فجاءت تسمية السورة من هذه الآية والله تعالى أعلم.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
سورة العلق تضمّنت موضوعًا أساسيًّا هو بَدْء نزول الوحي الإلهيّ على
النبي -صلى الله عليه وسلم- وتكليفه بحمل الرسالة، ودعوة الناس إلى الدخول في الإسلام،
وترك عبادة الأوثان من خلال نزول أو آيةٍ في القرآن وتلقينها للرسول وهو الأُمي الذي
لا يقرأ ولا يكتب، كما تضمنّت السورة ما يأتي:
- تعظيم شأن القراءة والكتابة كمطلبٍ متلازمٍ مع القراءة، وفي ذلك
إيماءةٌ واضحة إلى أنّ الإسلام ابتدأ بالاهتمام بالقراءة والعلم كونَهما المكوّنيْن
الرئيسيْن لقيام الدول والشعوب.
- توجيه الناس إلى التفكّر في خلقهم وممّا خُلقوا، والغاية من خلق
الناس ومصيرهم في الآخرة.
- التهديد والوعيد لكلّ من كذب النبيّ أو خالفه وآذاه، وأنّ الله
سبحانه عالمٌ ومطلعٌ بهؤلاء الأعداء.
- حثّ الرسول الكريم على التقرب إلى الله بالعبادة والسجود والطاعة،
وكونه منصورًا بقوة الله الغالبة لقوة مشركي قريشٍ ومن آزرهم من الأعراب.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
إنّ من المعروف أنَّ سورةَ العلق هي أوّل ما نزل من القرآن على رسول
اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم- في غار حراء، وهي بداية الاتصال الإلهي بين السماء
والأرض، فَبِها نزل الوحي لأول مرّة، وبها لقّن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-
أولى كلمات الله التامّات، وقد وردتْ في سورة العلق قصَّةُ الشَّقيّ أبي جهلٍ ونهيـهُ
الرَّسُولَ عَنِ الصَّلاَةِ، فقال الله تعالى في محكم التنزيل: “فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ
* سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب”، وقد قال
ابن عباس -رضي الله عنه- في سبب نزول هذه الآيات: “كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه
وسلَّم- يصلِّي، فجاء أبو جهل فقال: ألم أنهك عن هذا؟، فانصرف إليه النَّبي -صلَّى
الله عليه وسلَّم- فَزبرهُ، فقال أبو جهل: واللهِ إنَّكَ لتعلم ما بها نادٍ أكثر
مني، فأنزل الله تعالى: “فليدع ناديه سندع الزبانية”، قال ابن عباس: والله لو دعا
ناديه لأخذته زبانية الله تبارك وتعالى”.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ
عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ
الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ
رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى
(9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ
بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ
اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ
(15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ
(18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)
|