
095- سورة التين
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 8 و ترتيبها 95 في المصحف الشريف
و نزلت بعد سورة البروج و بدأت بأسلوب قسم "و التين و الزيتون و طور سنين"
.
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
بدأتِ السورة الكريمة آياتِها بالقسم بنوعٍ من الفاكهة ألا وهي التين،
والتين من أنواع الفاكهة التي لا تنمو في شبه الجزيرة العربيّة وأرض الحجاز وإنّما
في بلاد الشام وفي هذا إشارةٌ إلى أرض فلسطين ممّا حدا ببعض المفسّرين إلى اعتبار
أنّ مكان نموّ الفاكهة هو المقصود من ذِكرها لكن الأرجح أنّ المقصود هو فاكهة التين
عينها؛ لذا حملت السورة اسم التين ولم يرد في القرآن في غير هذا الموضع، والتين من
فاكهة الجنة كما جاء في الحديث: “أُهدِيَ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-
طَبقٌ من تينٍ فقالَ: كلوا وأكلَ منهُ وقال: لو قلتُ إنَّ فاكِهةً نزلَتْ من الجنَّةِ
قلتُ هذهِ لِأنَّ فاكهَةَ الجنَّةِ بلا عَجَمٍ فكُلوا منها فإنها تقطَعُ البواسيرَ
وتنفَعُ من النَّقرَسِ” ، والتين لم يرد كثيرًا في السُّنة النبوية أو في أقوال الصحابة
كونه فاكهةٌ لا تنمو في أرض الحجاز.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
في سورة التين عدّة مضامين، أهمّها أنّها تتحدث عن الفطرة السليمة للإنسان،
إذ أشارَ الله تعالى إلى الفطرة بالتين، وهو فاكهة شهيّة لكنها تفسد بسرعة، وهذا
إشارة إلى فطرة الإنسان السليمة التي خلق الله الإنسان عليها، لكنها سرعان ما تتغيّر
وتتبدل، إلّا أن الإسلام يحفظُ هذه الفطرة من التغيير، ولهذا ذكر الزيتون مع التين
حيث يُشير الزيتون إلى الثبات وعدم التغيّر، حيث صوّرَ الله بنبتتين ومكانين، هما:
طور سيناء ومكة، والتين والزيتون، فالأحوال في طور سينين تبدّلت وتغيرت، أمّا في
مكة فقد بقيت قدسية المكان موجودة وثابتة إلى اليوم، كما تتضمّن سورة التين تذكيرًا
للإنسان بنشأته، وكيف أن الله قوَّمه بأحسن تقويم، وجعله بأفضل هيئة، وكيف أن الإنسان
سيُردّ إلى أرذل العمر، ولن ينفعه إلا عمله الصالح، لهذا ما من شيءٍ يجعله يُكذب
بالدين، كما تتضمن سورة التين تذكيرًا مهمًا للإنسان بأول خسرانٍ له، وكيف أن الله
تعالى جعل آدم يهبط من الجنة إلى أسفل سافلين وهي الأرض بسبب ارتكابه المعصية.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
سورة التين لم يثبت شيءٌ في السنة النبوية عن سبب نزولها كسورةٍ بينما
الثابت هو سبب نزول قوله تعالى: “ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ” فقد نزلت
في مجموعةٍ من الناس في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- تقدّم بهم العمر حتى بلغوا
أرذله فلم يعد بمقدورهم السيطرة على قواهم العقلية والجسدية؛ فسأل الصحابة عنهم الرسول؛
فنزلت هذه الآية فيمن رُدَّ إلى أرذل العمر حيث ينقص العقل والدِّين أنّ مصيرَه إلى
جهنم واستثنى منهم الذين آمنوا أيْ كانوا على الإيمان والأعمال الصالحة قبل ذهاب
عقولهم فإنهم ينالون الأجر والمثوبة على تلك الأعمال، أما التقصير اللاحق في حالةِ
الخرف والهرم فلا يضرّهم شيئًا، وقال في ذلك عكرمة:” لم يضرّ هذا الشيخ كِبره إذ
ختمَ الله له بأحسنِ ما كان يعمل”.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ
الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ
رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ
اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)
|