
094- سورة الشرح
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 8 و ترتيبها 94 في المصحف الشريف
و نزلت بعد سورة الضحى بدأت السورة بأسلوب استفهام " ألم نشرح لك صدرك
" لم يذكر في السورة لفظ الجلالة تسمى أيضا سورة (ألم نشرح).
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
سُمّيت سورة الشرح بهذا الاسم لورودِ الفعل “نَشْرَحْ” في الآية الأولى
من السورة قال تعالى: “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ” وهي واحدةٌ من النِّعم التي
امتنّ بها الله تعالى على نبيه -صلى الله عليه وسلم- حيث جعل صدره منشرحًا للشريعة
والحق والحكمة والعلم والدعوة والاتصاف بمحاسن الأخلاق ومكارمها والإعراض عن الدنيا
والإقبال على الآخرة وهذا هو الشرح المعنويّ إلى جانبِ الشرح الحسيّ وهو شقّ صدره
-صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإسراء واستخراج قلبه من مكانه وغسله بماء زمزم ثم
أُعيد إلى موضعه.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
تتضمّن سورة الشرح توجيهًا سلوكيًّا عظيمًا، إذ إنّ آياتها تفتح للمسلم
نوافذ التفاؤل والأمل، الذي ينبغي أن يكون دستور المسلم في الحياة، كما تتضمّن سورة
الشرح ذكرًا لمكانة الرسول -عليه الصلاة والسلام- العظيمة، والمقام الرفيع الذي أعطاه
الله تعالى إياه، وتتضمن سورة الشرح ذكرًا للنعم الكثيرة التي أنعمها الله تعالى
على رسوله وهي:
- شرح صدره للإيمان بالله تعالى، وطهره من جميع الذنوب تطييبًا لخاطره
وتسليةً له بسبب ما يلقاه من أذى الكفار، وذلك في قوله تعالى: “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ
صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ”.
- إعلاء منزلة الرسول -عليه الصلاة والسلام- وقرن اسمه باسم الله
تعالى، ورفع مقامه، ويظهر هذا في قوله تعالى: “وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ” .
- طَمأنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- بأنّ النصرَ على الأعداء والفرج
قد اقترب، وأن مع العسر لا بدّ أن يأتي اليسر، ويظهر هذا في قوله تعالى: “فَإِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً.
- التأكيدُ في سورة الشرح على واجب التفرّغ لعبادةِ الله تعالى بعدَ
الانتهاءِ من تبليغ الرسالة، وذلك في قوله تعالى: “فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى
رَبِّكَ فَارْغَبْ”.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
نزلت سورة الشرح على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في وقتٍ اشتد فيه
بطش وفتك وأذى مشركي قريشٍ بالنبي وأصحابه للتخفيف عنه وتسليته عندما عيّر كفار قريشٍ
المسلمين بحالتهم وما يعانون من الفقر والجوع وضنك العيش؛ فأنزل الله قوله تعالى:
”فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا” فقال الرسول -صلى
الله عليه وسلم- في هذه الآية كما رواه الحسن البصري وضعفه كلٌّ من الألباني والسخاوي:
”لن يَغلِبَ عُسرٌ يُسرَينِ”.
أما سبب نزول السورة المُثبت في كُتب الصحيح أنّ النبي -صلى الله عليه
وسلم- طلب من ربه طلبًا ثم ندم على ذلك؛ والطلب أن يعطيه كما أعطى الأنبياء من قبله
من المعجزات كإحياء الموتى وتسخير الرياح وغيرها؛ فأخبره الله -سبحانه وتعالى- بنصٍّ
قرآنيٍّ بالنِّعم التي امتنّ بها عليه وهي: شرح الصدر للحق والإيمان ومكارم الأخلاق،
والإيواء بعد اليُتم، والهداية بعد الضلالة، والغنى بعد الفقر، ورفع الذِّكر في العالمين،
قال -صلى الله عليه وسلم-:”سَأَلْتُ ربِّي مسألةً وودِدْتُ أَنِّي لمْ أَسْأَلْهُ،
قُلْتُ: يا رَبِّ! كانَتْ قَبلي رسلٌ منهُمْ مَنْ سَخَّرْتَ لهُ الرِّياحَ، ومِنْهُمْ
مَنْ كان يُحيي المَوْتَى، وكلمْتَ موسى، قال: أَلمْ أَجِدْكَ يتيمًا فَآوَيْتُكَ؟
ألمْ أَجِدْكَ ضالًا فَهَدَيْتُكَ؟ ألمْ أَجِدْكَ عَائِلًا فَأَغْنَيْتُكَ؟ أَلمْ
أَشْرَحْ لكَ صَدْرَكَ، ووضَعْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ؟ قال: فقُلْتُ بلى يارَبُّ؛ فَوَدِدْتُ
أنْ لمْ أَسْأَلْهُ”.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ
(2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ
يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى
رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)
|