
092- سورة الليل
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 21 و ترتيبها 92 في المصحف الشريف
و نزلت بعد سورة الأعلى و بدأت السورة بقسم "والليل إذا يغشى" لم يذكر
لفظ الجلالة في السورة .
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
ابتدأت السورة آياتها بقوله تعالى: “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ” ومن
هنا جاء اسم السورة حيث أقسم الله تعالى بالليل كأحد الظواهر الطبيعية في الحياة
الدنيا؛ فالليل موطن السكون والراحة والنوم لجميع المخلوقات ومن بينها الإنسان للدلالة
على أهمية الليل له بعد السعي في النهار وما يكابده فيه من تعبٍ وعملٍ للدنيا والآخرة.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
تتضمّن سورة الليل العديد من المضامين المهمّة، وأهمها سعي الإنسان
في الحياة وكفاحه لأجل العيش، كما تتضمن الحديث عن نهاية الإنسان ومصيره سواء ذهب
إلى النعيم أم إلى الجحيم، أما أهم مضامين سورة الليل ما يأتي:
- تضمّنت سورة الليل قسم الله تعالى بالليل الذي يغشى جميع الخلائق،
وبالنهار الذي ينير الوجود، وكيف أن الله تعالى خلق من كل شيء الذكر والأنثى، وكيف
أن طريقة عيش الكائنات مختلف، وعملها متباين.
- تضمّنت سورة الليل ذكر طريق السعادة وطريق الشقاء، وبيان أوصاف
كل طريق وأوصاف من يمشون فيها، وكيف يكون الأبرار من أهل الجنة، وكيف يكون الفجار
الذين هم أهل النار.
- تضمنت سورة الليل تنبيهًا للناس من الاغترار بالثروات والأموال
التي لن تنفع شيئًا يوم القيامة، كما ذكرت الإنسان بالحكمة من أن الله تعالى بيّن
طريق الخير وطريق الشر.
- تضمّنت سورة الليل تحذيرًا لأهل مكة من انتقام الله تعالى من المكذبين
برسوله وآياته، كما تضمن تحذيرًا لهم من عذاب النار.
- تضمّنت سورة الليل ذكرَ نموذج الإنسان الصالح المؤمن الذي ينفق
ماله في وجوه الخير ويصون نفسه عن عقاب الله تعالى ويزكيها، كما ضربت مثالًا رائعًا
على هذا، وكيف أنّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- بذل ماله لشراء بلال بن رباح -رضي
الله عنه- ليعتقه.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
أجمعَ علماء أهل السُّنة والجماعة على أنّ سورة الليل نزلت في أبي بكرٍ
الصِّديق -رضي الله عنه- وإنفاقه على المسلمين وإعتاقه للرقاب من ماله الخاصّ نُصرةً
للإسلام والمسلمين بعدة رواياتٍ، ومنها: أنّ أبا بكرٍ -رضي الله عنه- اشترى بلال
بن رباحٍ -رضي الله عنه- وكان عبدًا مملوكًا لأمية بن خلفٍ بعشرة أواقٍ من الذهب
وبُردةٍ؛ فنزلت الآيات من بداية السورة حتى قوله تعالى: ”إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى”
وفي لفظ السعي إشارةً إلى سعي أبي بكرٍ وأمية بن خلفٍ وشتان بينهما.
وفي روايةٍ أخرى تدور بنفس فلك سابقتها أن أبا بكرٍ كان يبتاع الإماء
والعبيد من أسيادهم كفار قريشٍ لنصرة للإسلام وتخليصًا لهؤلاء من العذاب والتنكيل؛
فعاتبه والده في ذلك بقوله: “يا بني لو كنت تبتاع من يمنع ظهرك”؛ فأجابه: لا أريد
من يمنع ظهري أي أنّ الهدف من ابتياعهم نصرة الإسلام والمسلمين؛ فأنزل الله قوله
تعالى: ”وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى* الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى* وَمَا
لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى* إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى*
وَلَسَوْفَ يَرْضَى”.
وذكر علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- في الحديث الذي صححه الألباني
والبخاري ومسلم سبب نزول آياتٍ من سورة الليل: ”كنَّا جلوسًا عندَ النَّبيِّ -صلَّى
اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- وبيدِهِ عودٌ فنكتَ في الأرضِ ثمَّ رفعَ رأسَهُ فقالَ ما
منكم من أحدٍ إلَّا وقد كُتِبَ مقعدُهُ منَ الجنَّةِ ومقعدُهُ منَ النَّار قيلَ يا
رسولَ اللَّهِ أفلا نتَّكِلُ قالَ لا اعملوا ولا تتَّكِلوا فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلقَ
له ثم قرأ :”فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى”.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا
خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ
أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى
(7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا
لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا
تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى
(16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)
وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ
الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)
|