الأربعاء، 9 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة الشمس (091)


091- سورة الشمس
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 15 و ترتيبها 91 في المصحف الشريف و نزلت بعد سورة القدر و بدأت بأسلوب قسم "والشمس وضحاها" .
سبب التسمية
سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم نسبةً إلى أول الأشياء المُقسم بها في هذه الآيات ألا وهي الشمس؛ فالشمس أكبر الأجرام السماوية على الإطلاق وهو نجمٌ عملاقٌ ثابتٌ تتعلق وترتبط وتدور في فلكه كافة الكواكب والأجرام السماوية عن طريق ما يُعرف علميًّا بخيوط الجاذبية، وهي عظيمةٌ في ذاتها كونها تطلق الحرارة والنور إلى غير ذلك من فوائدها العظيمة وهي من أكبر الدلائل على قدرة الخالق لذا افتُتحت بها السورة وسُميت بها، كما يُطلق عليها اسم سورة الشمس وضحاها نسبةً إلى آية السورة الأولى والبخاري ممن أطلق عليها هذا الاسم في صحيحة تمييزًا لها عن سورة إذا الشمس كورت والمعروفة بالمصحف العثماني بسورة التكوير.
محور مواضيع السورة
بدأت سورةُ الشمس بالإشارة إلى آياتِ الله تعالى البديعةِ في هذا الكون الفسيحِ، فأقسَم الله تعالى بالشمس ثمَّ بالقمر ثمَّ بالنَّهار ثمَّ بالليلِ ثمَّ بالسماء ثمَّ بالأرض؛ لأنَّها كلَّها آياتٌ عظيمةٌ يعجز الإنسانُ عن سَبرِ كُنهِها وكشفِ أسرارِها ثمَّ أقسَمَ بالنفسِ البشرية نفسِها لأنَّها اللغزُ الذي لن يقدرَ البشرُ على فهمه مهما بلغوا من العِلم والتطوُّرِ، قال تعالى: “والشَّمسِ وَضحَاهَا * وَالقمَرِ إذَا تلَاهَا * والنَّهارِ إذَا جلَّاهَا * واللَّيلِ إذَا يغشَاهَا * والسَّمَاءِ ومَا بنَاهَا * والأَرْضِ ومَا طحَاهَا * ونَفسٍ ومَا سوَّاهَا”.
ثمَّ بيَّنت آياتُ السورةِ مصير كلِّ من الفريقين، الذي يزكِّي النفس والذي يدنِّسُها بالآثام والمعاصي، قال تعالى: “قدْ أفلَحَ منْ زكَّاهَا * وقَد خابَ منْ دسَّاهَا”، وذكرَت في الخاتمة قصَّة ثمودَ الذين كفروا بآياتِ الله وكذَّبوا رسوله صالح -عليه السلام- وذكَرَت أنَّ مصيرهم الهلاك والعقاب الشديد وأكَّدت أنَّ الله تعالى لا يخاف عاقبة تدميرَهم -جلَّ وعلا-، قال تعالى: “فكذَّبُوهُ فعقَرُوهَا فدمْدَمَ عليهِمْ ربهُمْ بِذنبِهِمْ فسوَّاهَا * ولَا يخافُ عقبَاهَا”.
فضل السورة
فضل سورة الشمس وقراءتها مرةً أو عدة مراتٍ في وقتٍ ما أو وقت محددٍ لأي غرضٍ؛ فلا أصل له ولا توجد لسورة الشمس أي خصوصيةٍ أو فضلٍ خاصٍّ بها دون سواها من سُور القرآن الكريم إلا ما عُرف وثبُت في الأحاديث الصحيحة من قرأ من آيات القرآن حرفًا فله عشر حسناتٍ، لكن الأحاديث التي ارتبطت بآيات سورة الشمس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مرّ على قوله تعالى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا” قال: “اللهمَّ إيتِ نفسي تقواها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها” .
كما حثّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على قراءة سورة الشمس وغيرها من أواسط المفصَّل في صلوات الظهر والعصر والعشاء تخفيفًا على الناس بالنسبة للإمام؛ فقد جاء في صحيح البخاري: ”أنَّ مُعاذَ بنَ جبلٍ -رضي الله عنه- كان يُصلِّي معَ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، ثم يأتي قَومَه فيُصلِّي بهمُ الصلاةَ، فقَرأ بهمُ البقرةَ، قال: فتجوَّز رجلٌ فصلَّى صلاةً خفيفةً، فبلَغ ذلك مُعاذًا فقال: إنه منافقٌ، فبلَغ ذلك الرجلَ، فأَتَى النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال: يا رسولَ اللهِ، إنا قومٌ نعمَل بأيدينا، ونَسقي بنَواضِحنا، وإن مُعاذًا صلَّى بنا البارِحةَ، فقرَأ البقرةَ، فتجوَّزتُ، فزعَم أني منافقٌ، فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: ”يا مُعاذُ، أفتَّانٌ أنت -ثلاثًا- اقرَأْ: ”وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا” و”سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” ونحوَها”.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by