السبت، 5 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة البلد (090)


090- سورة البلد
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 20 و ترتيبها 90 في المصحف الشريف و نزلت بعد سورة "ق" و بدأت بأسلوب القسم " لا أقسم بهذا البلد " .
سبب التسمية
سُمّيتْ سورة البلد بهذا الاسم؛ وذلك لذكرِ البلد فيها بقولِه -سبحانه وتعالى-: “لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ*وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ” صدق الله العظيم، إذ أقسَمَ الله -سبحانه وتعالى- بمكة المكرمة “أم القرى” التي كان يسكنُ بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فازدادتْ شرفًا ومكانةً لوجود مقامه الكريم فيها، وهذا تكريم للنبي -صلى الله عليه وسلم- إذ إنّه أي مكان يحلُّ به يضفي على المكان جمالًا وبهاءً وشرفًا ورفعة ومكانة عالية.
محور مواضيع السورة
تضمّنت سورة البلد جزءًا من المواضيعِ التي تعالجُها السور المكيّة كأصول العقيدة الإسلامية والبعث والحساب والجزاء والتمييز فيها بين المتقين المؤمنين والكفار الفجّار، كما تناولت السورة عددًا من المواضيع منها:
- تكريم النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- من خلال القسم بالبلد -والمقصود بالبلد مكّة موطن الرسول- مع الإيماءة إلى مَن سكن مكة من الأنبياء السابقين والقبائل العربيّة ممّن اعتنقوا الحنفيّة، وفي هذا القسم إيماءةٌ للمشركين بأنّ إيذاء الرسول من أعظم الكبائر عند الله.
- ذِكر أغنياء قريش الذين اعتقدوا أن مالهم سيدفع عنهم العذاب.
- إقامة البراهين على المشركين بالحجج القاطعة، من خلال كمال خلق الإنسان من خلال ذِكر حواس الإنسان ووجوب شُكر الله عليها.
- ذِكر يوم القيامة وأهوالها والتي لا يُمكن تجاوزها إلا بالإيمان بالله والعمل الصالح في الدنيا.
- التمييز بين المؤمنين والكفار من حيث المصير يوم القيامة.
سبب النزول
تُعَدُّ سورة البلد من السور القرآنيّة التي أنزلَها الله -سبحانه وتعالى- لعدة أسباب، فمِن آياتها ما نزلت لتذكّر الناس بأهوال يوم القيامة وما يدور فيها من أحداث وشدائد، كخروج الناس من القبور وانتشارهم كالفراش المتطاير من شدّة الفزع ولا يستطيع الإنسان تجاوزها إلا بالأعمال الصالحة، كما بيّنت الفرق بين المؤمنين والكافرين في يوم الفزع الأكبر وكيف يكون حال السعداء والأشقياء في دار الجزاء، وفيما يأتي بيان أهمّ أسباب نزول سورة البلد منها:
- اغترار الكفار وعنادهم للحق، قال الله -سبحانه وتعالى-: “أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ” نزلت هذه الآية الكريمة في أبي الأشدّ بن كلدة الجُمحي، الذي كان مغترًا بقوته فعاند الحق،  قال ابن عباس: “كان أبو الأشدّين يقول: أنفقت في عداوة محمد مالًا كثيرًا، وهو في ذلك كاذب”.
- “يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا” نزلت هذه الآية في الحارث بن عامر بن نوفل، إذ إنّه أذنب وجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يستفتيه، فأمره الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- بأنّ يُكَفِّر، فقال الحارث: “لقد ذهب مالي في الكفّارات والنفقات، منذ دخلت في دين محمد”، ولكن الهدف من قوله ذلك قد يكون استطالة بما أنفق فيكون طغيانًا منه، أو قد يكون أسفًا عليه، فيكون ندمًا منه.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by