السبت، 5 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة الطارق (086)


086- سورة الطارق
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 17 وترتيبها 86 في المصحف الشريف و نزلت بعد سورة البلد و بدأت بأسلوب قسـم "و السماء و الطارق" لم يذكر لفظ الجلالة في السورة .
سبب النزول
قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)، نزلت في أبي طالب، وذلك أنه أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأتحفه بخبز ولبن، فبينما هو جالس يأكل وإذْ انحطّ نجم فامتلأ ماءً ثم نارًا، ففزع أبو طالب وقال: أيّ شيء هذا؟ فقال: “هذا نجم رمي به، وهو آية من آيات الله”، فعجب أبو طالب فأنزل الله تعالى هذه الآية.
محور مواضيع السورة
تضمّنتْ السورة الكريمة موضوعًا رئيسًا وهو قدرةُ الله تعالى على البعث بعدَ الموت وإخراج الناس من لدن آدم -عليه السلام- حتّى قيام الساعة، وأنّ من أبدع وخلق الإنسان من العدم أول مرةٍ هو من باب أولى أقدر على إعادة الخلق ثانيةً وذلك بتحكيم العقل الراجح، كما تضمّنت السورة ما يأتي:
- التأكيد على حقيقة إحصاء أعمال العباد والجزاء عليها يوم القيامة.
- الإشارة إلى وجود حَفَظَة من الملائكة على كلّ إنسانٍ؛ لحفظه وتسجيل أعماله وأقواله في كتابه.
- الحديث عن يوم القيامة وكشف السرائر والأسرار كافّة التي أخفاها الناس عن بعضهم البعض.
- التأكيد على إعجاز القرآن وصِدق ما جاء فيه.
- الوعيد الشديد بالعذاب لكلّ كافرٍ ومُشركٍ ومخالفٍ لله ورسوله.
فضل السورة
جاءَ في فضل سورة الطارق حَثّ الرسول الكريم معاذًا بن جبل على قراءتها في صلاة العشاء؛ تخفيفًا ودرءًا للعبء على المصلين حين صلّى بهم وقرأ من طوال السور كما جاء في الحديث المعروف بـِ: أفَتّانٌ أنت يا معاذ وجاء فيه: “إنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال له: اقرَأْ بـ”السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ” “وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ” “وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا” “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى” ، كما جاء في فضل سورة الطارق قراءة الرسول لها في صلاتيْ العصر والظهر: ”أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ يقرأُ في الظُّهرِ والعصرِ بِـ”والسَّماءِ والطَّارقِ” ، “والسَّماءِ ذاتِ البُرُوجِ”  ونحوَهما منَ السُّورِ” .
كما جاء في فضل سورة الطارق قراءةُ الرسول لها حين توجّه إلى قبيلة ثقيفٍ في الطائف يدعوه للإسلام وإن اختُلف في مدى صحّة الحديث فهو صحيحٌ على شرط ابن حبان وقد ضعّفه الألباني: “أنه أبصَر النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في مشرفِ ثقيفٍ وهو قائمٌ على قوسٍ أو عصًا حين أتاهم يبتَغي عندَهم النصرَ، فسمِعتُه يقرَأُ: “والسماءِ والطارِقِ”  حتى ختَمها، قال: فوعَيتُها في الجاهليةِ وأنا مشركٌ، ثم قرَأتُها في الإسلامِ، قال: فدعَتني ثقيفٌ، فقالوا: ما سمِعتَ مِن هذا الرجلِ؟ فقرَأتُها عليهِم، فقال مَن معهم مِن قريشٍ: نحن أعلمُ بصاحبِنا لو كنا نعلمُ ما يقولُ حقًّا لاتَّبَعناه”.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by