السبت، 5 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة الأعلى (087)


087- سورة الأعلى
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 19 و ترتيبها 87 في المصحف الشريف و نزلت بعد سورة التكوير و بدأت السورة بفعل أمر "سبح" .
سبب النزول
قوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)، نزلت في أبي طالب، وذلك أنه أتى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأتحفه بخبز ولبن، فبينما هو جالس يأكل وإذْ انحطّ نجم فامتلأ ماءً ثم نارًا، ففزع أبو طالب وقال: أيّ شيء هذا؟ فقال: “هذا نجم رمي به، وهو آية من آيات الله”، فعجب أبو طالب فأنزل الله تعالى هذه الآية.
محور مواضيع السورة
تعدُّ سورة الأعلى من أوائل السور المكيّة نزولًا، لذا اهتمّت بسائر الأمور التي تهتمّ بها السور المكية خاصةً إثبات وجود الله وصفاته وأسمائه الحسنى؛ لقطع شكّ الكفار باليقين، والدليل القاطع على صدق الرسول وصِدق ما جاء به القرآن الكريم، فقد افتحتت السورة آياتها بتنزيه الله سبحانه وإثبات صفة العلو له بما يليق بجلاله وعظمته، كما تضمنت السورة المضامين الآتية:
- إثبات وحدانية الله وقدرته وإعجازه في خلق الإنسان والأرض وما فيها.
- تثبيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عند نزول الوحي عليه وتأييده.
- التأكيد على سماحة الشريعة الإسلامية.
- القرآن الكريم ينتفع به أهل النفوس الزكية ويُعرض عنه أهل الشقاوة.
- التخفيف عن الرسول جراء ما يلقاه من أذى المشركين وكيدهم بذِكر الرسل السابقين وأممهم.
فضل السورة
وردتْ أحاديث صحيحة في فضل سورة الأعلى وقد جاءت على ذِكرها في أكثر من موضعٍ خاصةً في قراءة الرسول الكريم لها في صلواتٍ بعينها ومنها: صلاة الجمعة وصلاة العيديْن وصلاة الظهر وركعة الوتر، ومن الأحاديث التي جاءت بفضل سورة الأعلى ما يأتي:
- “كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يقرأُ في العيدينِ وفي الجمعةِ بـ”سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى”، و”هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”. قال: وإذا اجتمع العيدُ والجمعةُ في يومٍ واحدٍ يقرأُ بهما أيضًا في الصلاتيْنِ” .
- “صلَّى رسولُ اللَّهِ الظُّهرَ؛ فقرأَ رجلٌ بِ “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى”، فلمَّا صلَّى قال: مَن قرأَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى؟ قالَ رجُلٌ: أنا، قال: قد علمتُ أنَّ بعضَهم خالَجَنيها”.
- ” أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يوتِرُ بـ”سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” و”قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ” و”قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ””.
- جاء في فضل سورة الأعلى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وجه معاذ بن جبل إلى قراءتها وبعض السور الأخرى في صلاة العشاء كي لا يُطيل على المأمومين: ”قام معاذٌ فصلَّى العِشاءَ الآخرةَ فطوَّلَ فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: أفتَّانٌ يا معاذُ؟ أفتَّانٌ يا معاذُ؟ أين كنتَ عن “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” “وَالضُّحَى” و”إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ””.
- أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تسبيح الله عند قراءة السورة: ”كان إذا قرأ “سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى” قال: سبحان ربىَ الأعلى” .
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by