السبت، 5 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة البروج (085)


085- سورة البروج
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 22 ترتيبها 85 في المصحف الشريف و نزلت بعد سورة الشمس و بدأت بأسلوب قسم "و السماء ذات البروج" وذكرت قصة أصحاب الأخدود .
سبب النزول
ممّا ثبُت صحّته في فضل سورة البروج قراءة الرسول الكريم لها في صلاة الظهر وصلاة العصر: “أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ يقرأُ في الظُّهرِ والعصرِ بِـ”والسَّماءِ والطَّارقِ” ، “والسَّماءِ ذاتِ البُرُوجِ” ونحوَهما منَ السُّورِ” ، كما جاء في فضل سورة البروج توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- بعدم الإطالة في قراءة القرآن في صلاة العشاء من خلال اختيار قصار سور المفصَّل ومنها سورة البروج، كما جاء في فضل سورة البروج -وإن تُكُلِّم في رواته- أمر الرسول الكريم لأصحابه وعموم أمته بقراءة السور التي تُفتتح آياتها بكلمة السماء كالبروج والطارق في صلاة العشاء الأخير: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- أمرَ أنْ يُقرأَ بالسَّماواتِ في العشاءِ”.
محور مواضيع السورة
سورة البروج واحدةٌ من مجموعة السور المكيّة التي تُعنى بأمور العقيدة ومبادئها وأساليب ترسيخها في النفوس والقلوب، ودحض كلّ ما يخالفها من عقائد ومبادئ وثنيةٍ أو كتابيةٍ أو غيرها من العقائد في تلك الفترة، من خلال تمحور الآيات حول قصة أصحاب الأخدود، وما تَجلّى فيها من التضحية بالنفس في سبيل العقيدة الحقة، كما تضمّنت السورة ما يأتي:
- القسم للدلالة على عظمة المقسم به والإشارة إلى هَول اليوم الموعود وما فيه من شدائد وهو يوم القيامة.
- الوعيد الشديد للكفّار وبيان مآلهم ومآل المتقين.
- التأكيد على قدرة الله المطلقة في إيقاع أشدّ العذاب لكلّ من آذى وعذّب عباده المؤمنين.
- الإشارة السريعة إلى هلاك فرعون وقومه وقوم ثمود في إيماءةٍ لكفار قريشٍ بأخذ الحذر كي لا يكون مصيرهم كمصير فرعون وقومه.
مختصر قصة أصحاب الأخدود
أتَتْ سورة البروج على واحدةٍ من القصص في القرآن الكريم، وهي قصّة أصحاب الأخدود، وهم رهطٌ كانوا على دين النصرانيّة الموحدين لله، وقد ابتُلوا بقومٍ من الطغاة والكفرة أرادوا منهم تركَ دينهم وعقيدتهم -الديانة النصرانية-، فرفض هؤلاء القوم التخلي عن دينهم الحقّ، فما كان من القوم الطغاة إلا أن شقوا شقًّا في الأرض -الأخدود- وأوقدوا فيه نارًا عظيمةً مخيفةً ألقوا فيها كلّ من تمسّك بدينه وأبى الارتداد عنه، فماتوا جميعهم حرقًا في ذلك الأخدود على مرأى ومسمع من هؤلاء الطغاة في واحدةٍ من أبشع الجرائم الإنسانية، وتجدر الإشارة هنا إلى أنه في الشريعة الإسلامية يجوز دفع الإكراه على ترك الدِّين بالاستجابة مع اطمئنان القلب به واستقراره فيه لِفعل بعض الصحابة لذلك في عهد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من باب دفع الضرر والأذى عن النفس.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by