السبت، 5 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة الانشقاق (084)


084- سورة الانشقاق
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 25 و ترتيبها 84 في المصحف الشريف و نزلت بعد سورة الانفطار و بدأت بأسلوب شرط "إذا السماء انشقت" .
سبب التسمية
سُميت هذه السورة باسم الانشقاق المأخوذة من الفعل انشق الوارد في الآية الأولى من السورة: ”إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ” والانشقاق بمعنى الانفطار الوارد في سورة الانفطار وهي من أهوال يوم القيامة حيث يختلّ النظام الكونيّ في هذا اليوم العظيم، كما عُرفت هذه السورة في زمن الصحابة باسم سورة إذا السماء انشقت كما جاء في الحديث إلى جانب وجود سجدةٍ في السورة: “سجَد رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في: ”إذا السماءُ انشَقَّتْ”، و “اقرَأْ بِاسمِ ربِّك” ، وسميت اختصارًا في بعض كتب التفسير باسم سورة انشقت.
محور مواضيع السورة
تتناولُ سورةُ الانشقاق الحديثَ عن أهوال يوم القيامة العظيمةِ، وبعضَ التقلُّبات الهائلة التي تصيبُ الكون بأكملِه في ذلك اليوم الموعودِ، ثمَّ تتحدَّثُ عن الإنسان الذي يشقَى في دنياه ليحصلَ على رزقِه وثمَّ في النهاية يلقى إمَّا خيرًا أو شرًّا في الآخرة على حسب أعماله في دنيا ووفقًا لمَا قدَّمَ لنفسِهِ، قال تعالى: “فأَمَّا منْ أوتِيَ كتَابَهُ بيَمِينِهِ * فسَوْفَ يُحاسَبُ حسَابًا يسِيرًا * ويَنْقَلِبُ إِلى أَهلِهِ مسْرُورًا * وأَمَّا منْ أوتِيَ كتَابَهُ ورَاءَ ظهْرِهِ * فَسوْفَ يدْعُو ثبُورًا”.
وتشيرُ الآيات بعدَ ذلكَ إلى موقفِ الكافِرينَ من كِتاب الله تعالَى وإلى ما سَيلاقونه من عقابٍ يومَ الحِساب نتيجةَ كفرهم وجحودِهم وتختمُ بتوبيخِهم وتبشِّرُهم بعذابٍ أليمٍ وتبشِّرُ المؤمنين بأجرٍ عظيم من الله تعالى، قال تعالى: “بلِ الذِينَ كفَرُوا يكَذِّبُونَ * واللَّهُ أَعلَمُ بمَا يوعُونَ * فبَشِّرْهُمْ بعَذَابٍ ألِيمٍ * إلَّا الَّذينَ آمنُوا وعَمِلُوا الصَّالحَاتِ لهُمْ أَجرٌ غَيرُ ممنُونٍ”.
سبب النزول
عُني علماء المسلمين بعلوم القرآن بتصنيفاته كافة، ومنها أسباب النزول ومن أشهر من بحث في هذا المجال الواحدي في كتابه أسباب النزول والسيوطي في كتابه لباب النقول في أسباب النزول حيث لم يرد في أيٍّ منهما سببٌ لنزول سورة الانشقاق أو أيٍّ من آياتها، وهذا أمرٌ ليس بغريبٍ فليس لكل سورةٍ سبب نزولٍ حيث أُنزلت بعض السُّور والآيات لغاياتٍ عدة دون ارتباطها بموقفٍ اقتضى نزولها؛ ففي سورة الانشقاق يبدو الأمر جليًّا بأنّ الغاية من نزول السورة توضيح وشرح أهوال يوم القيامة كي يكنْ المسلم على معرفةٍ بها وبشدائدها فيعمل جاهدًا للنجاة بالعمل الصالح في ذلك اليوم العصيب.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by