
083- سورة المطففين
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 36 و ترتيبها 83 في المصحف الشريف
و نزلت بعد سورة العنكبوت و بدأت بالدعاء على المطففين "ويل للمطففين"
لم يذكر لفظ الجلالة في السورة .
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
تختلف أسماء السور القرآنية، وتختلف أسباب تسمية هذه السور بهذه الأسماء
وفق معايير خاصّة بكل سورة، فسورة البقرة وسورة الكهف وسورة الروم هي سور قرآنية
سُمِّيت بأسمائها؛ لأنها تضمّنتْ قصة معينة في آياتها فُسمِّيت باسم هذه القصة تيمُّنًا
بها، ولأنَّ هذه القصة هي محور السورة القرآنية التي سُمِّيتَ باسمها في الغالب،
وبعض السور القرآنية تُسمّى بكلمات تَـرِدُ في مطالع هذه السور، وهذا فيما يخصُّ
عددًا كثيرًا من سور الكتاب كسورة النجم على سبيل المثال، وسورة القارعة، وسورة الواقعة،
وهذا هو ذات السبب الذي سُمِّيت سورة المطففين باسمها لأجلِهِ، فهذه السورة تبدأ
في الآية الأولى بذكر المطففين، قال تعالى: “وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ” ، والمطففون
هم الذين ينقصون الناس، ويبخسونهم حقوقهم في مكاييلهم إذا كَالُوْهُمْ، أو موازينهم
إذا وزنوا لهم، والله تعالى وأعلم.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
بدأتْ سورة المطففين بتهديدٍ ووعيدٍ بالعذاب الشديد للمطفِّفين وهم
الذين يتلاعبون بالموازين والمكاييل ويُنقِصونَ الناس حقوقهم عند البيعِ، قال تعالى:
“وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ
(2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ
أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ
الْعَالَمِينَ (6)” ، ثمَّ تابعت الآياتُ الحديثَ عن المجرمينَ والكفَّار وعن جزائهم
يوم القيامة وما سيلاقونه من ويلٍ وثبورٍ، قال تعالى: “ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو
الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17)” ،
وأردفَت الآياتُ بالحديثِ عن المؤمنين الأتقياءَ وعن النعيمِ المقيمِ الذي ينتظرُهم
عند اللهِ -تباركَ وتعالى-، قال تعالى: “إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى
الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ
(24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)” ، ثمَّ قارنت آخرُ الآياتِ بين عاقبةِ
المؤمنينَ والمجرمينَ الذين كانوا يستهزؤونَ من المؤمنينَ في الدُّنيا، أما في الآخرةِ
فسيضحكُ المؤمنونَ من المجرمين كما ضحِكوا منهم في الدنيَا؛ قالَ تعالى: “فَالْيَوْمَ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)” .
|
|||
سبب
النزول
|
|||
جاءتْ سورة المطففين كقانونٍ إلهيٍّ سنَّهُ الله تعالى على لسان نبيِّه
-صلَّى الله عليه وسلم- فعمَّ به العدلُ بين النَّاس، وكما وردَ عن ابن عباس -رضي
الله عنه- أنَّه قالَ: “لمَّا قدِمَ النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- المدينَةَ
كانُوا من أخبَثِ الناسِ كيلًا فأنزَلَ اللهُ -عزَّ وجلَّ-: “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ”،
فأحسَنُوا الكيلَ بعد ذلِك” .
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ
(1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ
أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ
(4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) كَلَّا
إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8)
كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ
بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ
(12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلَّا
بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ
رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ
(16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) كَلَّا إِنَّ
كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ
(19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الْأَبْرَارَ
لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ
نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ
(27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا
مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ
(30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ
قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ
(33) فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ
يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)
|