السبت، 5 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة الانفطار (082)


082- سورة الانفطار
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 19 و ترتيبها 82 في المصحف الشريف و نزلت بعد سورة النازعات و بدأت بأسلوب شرط "إذا السماء انفطرت" .
سبب التسمية
سُمّيت هذه السورة في معظم مصاحف أهل المشرق والمغرب وفي غالبيّة كتب التفسير باسم الانفطار، وهي كلمةٌ مشتقةٌ من الفعل الوارد في الآية الأولى من السورة “انفطرت” في قوله تعالى: “إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ”، وعُرفت في بعض كتب التفسير باسم سورة “إذا السماء انفطرت” وفي بعضها الآخر عُرفتْ بـِ “سورة انفطرت”، ووجه التسمية ورود الكلمة في الآية السابقة، كما عُرفت أيضًا باسم المُنفطرة والمقصود بها السماء المُنفطرة.
محور مواضيع السورة
تصفُ سورة الانفطار بعضَ أهوال يوم القيامة وما يحدُثُ في الكون من تبدُّلاتٍ وتقلُّباتٍ، وما يطرأُ من أحداثٍ خطيرةٍ مخيفةٍ، كانشقاقِ السماء وتناثر الكواكب وانفجار البحار وتبعثرِ القبور كملامح لذلكَ اليوم العظيم؛ قال تعالى: “إذَا السمَاءُ انفَطَرَتْ * وإِذَا الكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإذَا البِحَارُ فجِّرَتْ * وإِذَا القُبُورُ بُعثِرَتْ” ، وتشيرُ الآياتُ إلى فجورِ الإنسانِ وجحوده وإنكاره ليوم الحساب المُنتَظر، وإنكاره للدين الإسلامي الذي جاء به النبيُّ محمد -صلَّى الله عليه وسلم-، قال تعالى: “كلَّا بل تُكذِّبون بالدِّين” .
وبيَّنت الآيات أن كلَّ ذلك سيُكتَب على الإنسان دون زيادةٍ أو نقصان من خلالِ ملائكة مكلَّفين بذلك؛ قال تعالى: “وإِنَّ عَليْكُمْ لحَافِظِينَ * كرَامًا كاتِبِينَ * يعْلَمُونَ ما تفْعلُونَ” ، وبيَّنت مصيرَ الناس الذينَ سَيُقسمون يوم القيامةِ إلى مؤمنينَ وكافرينَ؛ قال تعالى: “إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ” .
وفي النهاية عظَّمَت يوم القيامة وأكَّدَت أن الحكمَ لله وحده -سبحانه وتعالى- وأنَّ الضرَّ والنفعَ بيده وحده؛ قال تعالى: “ومَا أدْرَاكَ مَا يومُ الدِّينِ * ثمَّ ما أدْرَاكَ مَا يَومُ الدينِ * يوْمَ لا تَملِكُ نفْسٌ لِنفْسٍ شيْئًا والأَمْرُ يومَئِذٍ للَّهِ”.
سبب النزول
ذكر أهل التفسير حول سبب نزول آيةٍ من آيات سورة الانفطار وهي قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ” وهنا استفهامٌ للتعجّب والإنكار بمعنى ما الذي دفع هذا الإنسان المشرك إلى إنكار البعث والحساب والجزاء، ممّا حمله على اتخاذ الأصنام وعبادتها من دون الله تعالى، وقد اختلف أهل التفسير والعلم في شخصيّة هذا الإنسان المشرك الذي نزلت فيه الآية، فقال ابن عباس: هو أبو الأشد بن كلدة الجمحي، وقال عطاء وابن عباس أيضًا: هو الوليد بن المغيرة، وقال الكلبي ومقاتل: هو الأسود بن شريق، أمّا عكرمة فقال: هو أُبي بن خلف.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by