
081- سورة التكوير
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 29 و ترتيبها 81 في المصحف الشريف
و نزلت بعد سورة المسد و بدأت السورة بأسلوب شرط "إذا الشمس كورت" .
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
سُميت سورة التكوير بهذا الاسم في غالبية المصاحف وكتب التفسير وهي
مأخوذةٌ من الفعل كَوَّرَ الوارد في الآية الأولى: ”إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ”؛
فسُميت بهذا الاسم بالمعنى وليس باللفظ الصريح الوارد في آياتها، وتكوير الشمس أي
جمع بعضها إلى بعضٍ ولفها كما تُلف العمامة فيختفي ضوؤها وتتأثر بها سائر الكواكب
والنجوم، كما عُرفت باسم سورة كُوِّرت أو سورة إذا الشمس كورت كما سماها النبي -صلى
الله عليه وسلم-:”من سرَّه أن ينظرَ إلى يومِ القيامةِ كأنه رأيُ العينِ؛ فليقرأْ:
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وإِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ”.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
تتناولُ سورةُ التكوير الحديثَ عن أهوال يوم القيامة العظيمةِ، وبعضَ
التقلُّبات الهائلة التي تصيبُ الكون بأكملِه في ذلك اليوم الذي تُنشَر فيه صحائفُ
الأعمال لكلِّ الخَلقِ، قال تعالى: “إذَا الشَّمْس كوِّرَتْ * وإذَا النُّجومُ انكَدَرتْ
* وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرتْ” ، وقال تعالى: “وإذا الصحفُ نُشرَت” ، وتحدَّثت عن
الوحي وحقيقتِه والرسالة التي حملها من الله تعالى إلى الرسول -صلَّى الله عليه وسلم-؛
قال تعالى: “إنَّهُ لقَوْلُ رَسولٍ كرِيمٍ * ذي قوَّةٍ عِندَ ذي العَرشِ مكِينٍ”
، وأبطَلَت ادعاءاتِ المشركين الزائفةَ التي يتبجَّحونَ بها حول القرآن الكريم؛ قال
تعالى: “ومَا هوَ بقَولِ شَيطانٍ رجيمٍ * فأَينَ تَذهبُونَ” .
وأكَّدت على أنَّه ذِكرٌ أرسله الله -تبارك وتعالى- لهدايةِ عبادِهِ
إلى الصِّراطِ المُستُقيم؛ قال تعالى: “إنْ هوَ إلَّا ذكرٌ للعَالَمِينَ * لمَنْ
شاءَ منكُمْ أنْ يستَقِيمَ”.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
سورة التكوير افتتحت آياتها بالحديث عن أهوال يوم القيامة ثم القسم
بمجموعة أشياءٍ للدلالة على صدق النبوة والرسالة ثم اختتمت الآيات بقوله تعالى:”لِمَن
شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ”؛ فقال أبو جهلٍ: ”ذَلِكَ إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا
اسْتَقَمْنَا وَإِنْ لَمْ نَشَأْ لَمْ نَسْتَقِمْ” أي أنّ اختيار طريق الهداية والاستقامة
أو الضلال والاعوجاج أمرٌ عائدٌ إلى الفرد ذاته؛ فأنزل الله تعالى ردًّا على قوله
هذا آخر آيةٍ في السورة: ”وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ”
أي أن مشيئة العبد تابعةٌ ولاحقةٌ لمشيئة رب العالمين.
أما قوله تعالى: “أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ
جَنَّةَ نَعِيمٍ* كَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ” نزلت في مشركي
قريشٍ الذين كانوا يسمعون كلام الله من الرسول ولا ينتفعون به ويقولون عن المسلمين
لو دخل هؤلاء الجنة لندخلها قبلهم وليكوننّ لنا في أكبر الحظ والنصيب؛ فنزلت هذه
الآية.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
(1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا
الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ
(6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ
ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ
(11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ
نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ
(16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ
لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ
ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ
الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ
شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ
(27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ
يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)
|