الجمعة، 4 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة عبس (080)


080- سورة عبس
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 42 و ترتيبها 80 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة النجم، تبدأ بفعل ماض (عبس)، لم يذكر في السورة لفظ الجلالة، كما ذكرت السورة قصة عبد الله بن أم مكتوم .
عبد الله بن أم مكتوم وسورة عبس
هو عبد الله بن قيسٍ بن زائدة العامريّ وعُرف في كتب التاريخ والتراجم باسم عبد الله بن أم مكتوم، وأم مكتوم هي أمه عاتكة بنت عبد الله المخزومية من السابقين إلى الإسلام، وقد هاجر عبد الله -رضي الله عنه- إلى مكة بعد غزوة بدرٍ، وكان ضريرًا وأطلق عليه القرآن لقب الأعمى للتعريف بالشخص وليس للإنتقاص أو التعيير وإيجاد العذر له في مقاطعته الرسول الكريم أثناء حديثه مع أسياد قريشٍ قبل الهجرة يدعوهم للإسلام وهم: عتبة بن ربيعة والعباس بن عبد المطلب وأبو جهلٍ عمرو بن هشام وأمية بن خلفٍ، فأعرض الرسول عن عبد الله بن أم مكتوم الذي جاءه كي يُعلمه أمور الدِّين، فأنزل الله تعالى مطلع هذه السورة في معاتبًا الرسول في أمر ابن أم مكتوم، وكان الرسول يرحب بابن أم مكتوم ويقول هذا من عاتبني فيه ربي، وتوفي -رضي الله عنه- بعد معركة القادسية وقيل: استُشهد فيها.
محور مواضيع السورة
عالجت سورة عبس كغيرها من السور المكية أصول العقيدة الإسلامية، إلى جانب الحديث عن يوم القيامة وما فيه من الأهوال والشدائد كما تتطرق إلى دلائل القدرة الإلهية في خلق الإنسان والنباتات وأصناف الطعام، ومما تتضمنه السورة بشكلٍّ رئيس:
- عتاب الله سبحانه للرسول -عليه الصلاة والسلام- بشأن إعراضه عن الصحابي عبد الله بن أم مكتوم الأعمى أثناء سعيه لتعلُّم أمور الدِّين من الرسول وهو منشغلٌ بدعوة أكابر قريشٍ للإسلام.
- التطرق إلى كفر الإنسان بالله والإشراك به رغم كونه هو المُنعم عليه بسائر النِّعم.
- بيان مظاهر القدرة الإلهية في الكون.
- الاستدلال على البعث والنشور.
- التنويه إلى فضل ضعفاء المسلمين وقدرهم العالي عند الله عن أولئك أصحاب الغنى والجاه لكنهم كفرةٌ بالله.
- ذِكر أهوال يوم القيامة وفرار المرء من أقرب الناس إليه.
سبب النزول
سورة عبس واحدةٌ من سور القرآن الكريم التي تستعرض آياتها أو بعضًا من آياتها قصصًا ومواقف حدثت مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ تتطرّق الآيات الكريمة من الآية الأولى وحتى الآية العاشرة إلى الحادثة التي وقعت بين النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم -رضي الله عنه-؛ فكانت تلك الحادثة سببًا في نزول هذه الآيات.
ففي أحدِ الأيام كان النبي -عليه السلام- منشغلًا بدعوة أكابر وسادات قريشٍ إلى الإسلام وإقناعهم به وترغيبهم في اعتناقه طمعًا منه في إسلامهم كعتبة بن ربيعة وشيبة وربيعة بن ربيعة وغيرهم من سادات قريشٍ، وفي تلك الأثناء قَدِم عبد الله بن أم مكتوم -رضي الله عنه- وكان أعمى لا يُبصر إلى النبي -عليه السلام- يطلب منه تعليمه القرآن وأمور الدين وألحّ في مسألته فقال للنبي: “يا رسول الله! يا رسول الله! أقرئني وعلمني مما علمك الله”؛ فكره النبي منه الإلحاح والإصرار وهو المُنشغل بدعوة سادات قريشٍ إلى الإسلام فعَبَس رسول الله وغَضِب من مقاطعة ابن أم مكتومٍ له وأعرض بوجهه عنه عابسًا واستمر في دعوة سادات قريشٍ.
بعد ذلك بوقتٍ يسيرٍ ينزل الوحي -جبريل عليه السلام- على النبي -صلى الله عليه وسلم- حاملًا كلامًا من ربّ العباد إلى رسوله؛ فكانت آيات العتاب إلى سيد ولد آدم لإعراضه عن ابن أم مكتومٍ، قال -تعالى- في محكم التنزيل: { عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10)} [عبس:1-10]، فكان النبي -عليه السلام- من بعد نزول هذه الآيات يقول لابن أم مكتومٍ حين يراه: “مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي”.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by