الجمعة، 4 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة النازعات (079)


079- سورة النازعات
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 46 و ترتيبها 79 في المصحف الشريف، نزلت بعد سورة النبأ و بدأت بقسم (و النازعات).
سبب التسمية
إنّ اختلاف أسباب التسمية في السور القرآنية، هو اختلاف طبيعي لأنّ كلَّ سورة تُسمّى باسمها تبعًا لمُعطيات مختلفة، ككلمة بارزة في مطلعِها كسورة الغاشية والقارعة والحاقّة، أو لقصة بارزة بين كلماتها كسورة الكهف وسورة البقرة، وفيما يخصّ هذه السورة تحديدًا؛ فالناظر في هذه السورة وتفسيرها يعلم أنّها سُمِّيتْ باسمها؛ لأنها ابتدأت بقسم الله تعالى بالنازعات، والنازعات هي الملائكة التي تنزع أرواح الكفار بقسوة شديدة، قال تعالى: “والنازعات غرْقًا”، وغرقًا يعني نزعًا شديدًا مؤلمًا، فكانَ مطلع السورة هو اسمها، والله أعلم.
محور مواضيع السورة
المحور الرئيس الذي دارت حولَه آيات سورة النازعات هو مآل كلٍّ من المجرمين من الكفار والمشركين ومن خالف ما أمر الله به ومآل المتقين المؤمنين يوم القيامة مع ذِكرٍ لأهوال يوم القيامة وشدائد ذلك اليوم العصيب، كما تضمنت السورة:
- القسم بالملائكة مع ذِكرٍ لمهامهم في الملأ الأعلى.
- الإتيان على واحدةٍ من القصص لأخذ العبرة وهي قصة موسى -عليه السلام- مع فرعون.
- الحديث عن طغيان مشركي قريشٍ، وأنّهم أضعف بكثيرٍ من المخلوقات التي خلقها الله سبحانه في السماوات والأرض.
- الحديث عن وقت الساعة ذلك التوقيت الذي حيّر المشركين، وبيان أنْ ليس من مَهامّ الرسول تحديد ذلك الوقت إنما الإنذار من وقوع تلك الساعة وكيفية الاستعداد لها.
سبب النزول
لم يردْ في السنة النبوية وفي كتب التفسير ما يدلّ على سبب نزول هذه السورة المباركة، ولكنَّ بعض العلماء ذكروا للآيات الأخيرة منها سببًا، وهذا السبب هو:
- وردَ عن طارق بن شهاب، قال: كان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لا يزال يذكرُ شأنَ السَّاعة حتَّى نزلتْ: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا” .
- وقال ابن عطية: “نزلت بسبب أنَّ قريشًا كانتْ تُلحُّ في البحثِ عن وقتِ الساعة التي كان رسول الله -صلَّى  اللَّه عليه وسلَّم- يخبرهم بها ويتوعدهم بها ويكثر من ذلك”.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by