
078- سورة النبأ
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 40 و ترتيبها 78 في المصحف الشريف
و نزلت بعد المعارج و بدأت بأسلوب استفهام "عم يتساءلون" لم يذكر فيها
لفظ الجلالة .
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
إنَّ كثيرًا من سور كتاب الله -تباركَ وتعالى- تُسمّى بمطالِعِها، أي
بالكلمات التي تُفتَتحُ بها أو بالكلمات التي ترِدُ في الجملة الأولى، كسورة القارعة،
وسورة القيامة وسورة الملك، ولذات السبب جاءتْ تسمية سورة النبأ بهذا الاسم، فقد
وردَ في بدايتها قولُهُ تعالى: “عمَّ يتساءلون * عن النبأ العظيم * الذي هم فيه مُختلفون”
، وقال المفسرون: إنَّ النبأ العظيم هو يوم القيامة الذي يُبعث فيه الناس للحساب
والجزاء على أعمالهم، فمن مطلع سورة النبأ جاءت تسميتها، فقد سُمِّيتْ أيضًا سورة
عمَّ، وعمّ يتساءلون، ومن الملفتِ للانتباه أنّها تُسمّى أيضًا سورة التساؤل لوقوع
التساؤلِ في أولها، وسورة المُعصرات لقولِهِ تعالى: “وأنزلنا من المُعصرات ماءً ثجاجًا”.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
أوْلَتْ السورة اهتمامًا كبيرًا بالحديثِ عن مشركي قريشٍ ومَن هم على
شاكِلتهم الذين خاضوا في القرآن الكريم وكلّ ما جاء به وخالف جميع معتقداتهم وأفكارهم
حول الإله والعبادة والبعث بعد الموت بأسلوب استهزائيٍّ يقوم على استبعاد وقوع هذا
الأمر بعد الموت ممّا استدعى تهديد الله لهم، وأيضًا تضمّنت السورة أمثلةً على خلق
بعض المخلوقات، وعلى رأسها الإنسان للتدليل على البعث بعد الموت، ثم الإتيان على
ذِكر أهوال يوم القيامة المصاحبة للبعث مع وصفٍ ليوم الحشر، وجزاء المتقين والكفار،
ثمّ اختتمت السورة آياتها بالتذكير على علم الله بكلّ شيءٍ.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
لقد وردتْ أحاديث كثيرةٌ عن سبب نزول سورة النبأ، ولأنّها سورة مكية،
نزلتْ في أوائل بعثةِ النَّبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام- وكانتْ تأكيدًا لعقيدة البعث
التي أنكرها المشركون، فقد وردتْ روايات عديدة عن سبب نزول سورة النبأ، ومن هذه الروايات:
1) لقد روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- ما يقتضي أن هذه السورة
نزلتْ في أولِ بعثة النَّبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام-، حيثُ قال ابن عباس: “كانت
قريش تجلسُ لمَّا نزل القرآن فتتحدث فيما بينها؛ فمنهم المصدِّقُ ومنهم المكذِّبُ
بهِ، فنزلتْ عمَّ يتساءلون”، ويقصد سورة النبأ.
2) ووردَ عن الحسن أنّهُ لمَّا بُعِثَ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه
وسلَّم- جعلُوا يتساءلونَ بينَهُم، فأنزل الله تعالى: “عمّ يتساءلون * عن النبأ العظيم”،
يعني: الخبر العظيم.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ
النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ
(4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ
أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا
(9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا
فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا
مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا
(15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ
يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ
أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ
كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا
(23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا
(25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا
بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا
فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ
وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ
فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا
(36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ
مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ
إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ
فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا
قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)
|