الجمعة، 4 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة المدثر (074)


074- سورة المدثر
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 56 و ترتيبها 74 في المصحف الشريف و نزلت بعد المزمل و بدأت بأسلوب النداء "يا أيها المدثر" .
سبب التسمية
سميت بهذا الاسم لآن المرتكز الأساسي دار حول الرسول صلى الله عليه و سلم فناداه الله بحالته و هي التدثر بالثوب فوصف بحالته .
محور مواضيع السورة
المحور الرئيس الذي تدور حوله الآيات النبي -صلى الله عليه وسلم- ووصفٌ لشخصيته وحالته التي كان عليها عند نزول الوحي عليه حاملًا له الأمر الإلهي بتبليغ الرسالة السماوية وما في ذلك من التكريم والتشريف، كما تضمنت السورة:
- الإقرار بتوحيد الألوهية ونبذ عبادة الأصنام والأوثان.
- الأمر بالطهارة المعنوية والحسية من النجاسات والأدران كافة.
- الأمر بالصبر والتحمل والإكثار من الصدقة.
- الإنذار بيوم القيامة وما فيه من الأهوال وتهديد المشركين مع ذِكرٍ لأوصاف النار.
- التطرق إلى قصة الوليد بن المغيرة الذي فضّل الزعامة على الإيمان بالله.
- القسم ببعض الظواهر الكونية للدلالة على قدرة الله.
- ذِكر أسباب إعراض المشركين عن الإيمان بالله والخضوع له.
سبب النزول
ورد في سورة المدثر أمر من الله تعالى للرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يبدأ الدعوة إلى دين الإسلام، فأمره أن يبتعد عن المعاصي ويطهّر ثيابه وأن ينذر الناس ويصبر على أذاهم، وفي الآتي توضيح لأسباب نزول بعض آيات سورة المدثر كما وردت في كتب التفسير.
سبب نزول الآيات الأولى والثانية:
ذكر البخاري سبب نزول الآيات: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ} [ سورة المدثر: 1-2 ] في الحديث، عن يحيى بن أبي كثير سألت سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قلت: يقولون: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فقال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- عن ذلك، وقلت له مثل الذي قلت، فقال جابر: لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:جاورتُ بحِراء، فلما قضيتُ جواري هبطت. فنوديتُ فنظرت عن يميني فلم أرَ شيئًا، ونظرتُ عن شمالي فلم أرَ شيئًا، ونظرتُ أمامي فلم أرَ شيئًا، فرفعتُ رأسي فرأيتُ شيئًا، فأتيتُ خديجة فقلت: دثِّروني وصُبوا علي ماءً باردًا، قال: فدثَّروني وصَبوا عليّ ماءً باردًا. قال: فنزلت آية: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ} [المدثر: 1-2].
سبب نزول الآية الحادية عشرة:
قال تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} [ المدثر: 11]، روى البيهقي عن الحاكم، عن ابن عباس أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقرأ عليه القرآن فكأنه رقّ له، فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه، فقال: “يا عم، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالًا” قال: لمَ؟ قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمدًا لتعرض ما قبله، قال: قد عَلِمَت قُرَيش أني من أكثرها مالًا، قال: فقل فيه قولًا يبلغ قومك أنك منكر له، قال: وماذا أقول؟ فوالله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئًا من هذا، ووالله أنَّ لقوله الذي يقول لَحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمرٌ أعلاه، مغدقٌ أسفله، وإنه ليعلو ولا يُعلا عليه، وإنه ليحطم ما تحته. قال: لا يىضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: قف عني حتى أفكر فيه، فلما فكر قال: إن هذا إلا سحر يأثره عن غيره فنزلت الآيات {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا} [ المدثر:11- 13].
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30) وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (31) كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by