الجمعة، 4 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة المزمل (073)


073- سورة المزمل
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفاصل وعدد آياتها 20 و ترتيبها 73 في المصحف الشريف و نزلت بعد القلم و بدأت بأسلوب النداء "يا أيها المزمل".
سبب التسمية
سميت بهذا الاسم لآن محورها دار حول الرسول صلى الله عليه و سلم و ما كان عليه من حالة فوصفه الله و ناداه بحالته التي كان عليها : المزمل ، المغشي بثوبه .
محور مواضيع السورة
بيَّنَت السورةُ في بدايتِها بعضَ الأوامرِ التي كلفَّها الله تعالى لنبيِّه، وأوضحَت أن الدعوةَ تحتاجُ إلى جهدٍ عظيم وبذلٍ وتضحياتٍ كبيرةٍ في سبيل الله من السهرِ والتعَّب وقيامِ الليل وقراءة القرآن الكريم وذِكرِ الله تعالى، قال تعالى: “يا أيُّهَا المزَّمِّلُ * قمِ اللَّيلَ إلَّا قلِيلًا * نصفَهُ أوِ انقُصْ منْهُ قلِيلًا * أوْ زدْ علَيْهِ ورَتِّلِ القُرآنَ ترْتِيلًا”، وحثَّت على التوكُّل على الله تعالى والصبرِ على أذى المُشركين، قال تعالى: “واصبِرْ علَى ما يقُولُونَ واهجُرْهُمْ هجْرًا جمِيلًا” ، ثم هدَّدت الكافرين المكذِّبينَ بعذابٍ شَديدٍ كما حلَّ بِقوم موسى -عليه السلام- الذين كذبوه فأغرقَهم الله في الدُّنيا ولهم في الآخرةِ عذابٌ أليم.
وخُتمَت السورةُ بتخفيفِ قيامِ الليل الذي كان مفروضًا على المؤمنينَ لمدَّةِ سنة كاملةٍ، وأمرَت المسلمين بإقامةِ الصلاةِ وإيتاءِ الزكاةِ والإنفاقِ في وجوه الخير جميعها، قال تعالى: “إنَّ ربَّكَ يعلَمُ أنَّكَ تقومُ أدنَى منْ ثلُثَيِ اللَّيلِ ونِصْفَهُ وثُلُثهُ وطائِفَةٌ منَ الَّذينَ معَكَ واللَّهُ يقدِّرُ اللَّيلَ والنَّهارَ علِمَ أنْ لنْ تحْصُوهُ فتَابَ علَيْكمْ فاقرَءُوا ما تيَسَّرَ منَ القُرآنِ علِمَ أنْ سيَكُونُ منْكُمْ مرضَى وآخرُونَ يضرِبُونَ في الأَرضِ يَبتغُونَ منْ فضْلِ اللَّهِ وآخرُونَ يقَاتِلُونَ في سبِيلِ اللَّهِ فَاقرءُوا ما تيَسَّرَ منْهُ وأَقِيمُوا الصَّلَاة وآتُوا الزَّكاةَ وأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرضًا حسَنًا ومَا تقَدِّمُوا لِأنْفُسِكُمْ منْ خيْرٍ تجِدُوهُ عنْدَ اللَّهِ هوَ خيْرًا وأَعْظَمَ أجْرًا واستَغْفِرُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ غفُورٌ رحِيمٌ” .
سبب النزول
إنَّ نزول آياتِ القرآن الكريم كانَ مرتبطًا بحادثة تحدث مع النبي أو الصحابة الكرام، فينزل القرآن دليلًا وقانونًا يقوّم أعمال الناس، ويضبط عقولَهم، وفي سبب نزول سورة المزمل، وخطاب الله تعالى لنبيه بقولِهِ: “يا أيها المزمل” ، قال العلماء: كان هذا الخطاب للنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أول الوحي وقبل تبليغ الرسالة، ثم خوطب بعد ذلك بالنَّبيِّ والرَّسول، فهذه الآية نزلتْ في بدايات الدعوة الإسلامية، يوم كانَ رسول الله في غار حراء يستقبل الوحي ويأخذ منه القرآن، ويرجع راجفًا قائلًا: زملوني، زملوني، فنزّل الله تعالى هذه الآية بهذا الاسم ونادى نبيّه بالمزمل، قبل أن يخاطبَهُ بالنَّبيِّ والرَّسول فيما بعد، وقد وردَ في سبب نزول سورة المزمل، عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “كنتُ أجعلُ للنبيِّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- حصيرًا يُصلِّي عليه من الليلِ، فتسامعَ الناسُ به، فلمَّا رأى جماعتَهم كرِه ذلك، وخشيَ أنْ يُكتبَ عليْهم قيام الليلِ، فدخل البيتَ كالمغضبِ، فجعلوا يتَنَحْنَحون ويتْفُلون، فخرج إليهم فقال: أيُّها الناسُ اكلفوا من الأعمالِ ما تُطيقونَ، فإنَّ اللهَ لا يملُّ من الثوابِ، حتى تملُّوا من العملِ، وإنَّ خيرَ العملِ أدومُه وإنْ قلَّ، فنزلتْ: “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ”.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by