الجمعة، 4 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة الجن (072)


072- سورة الجن
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 28 و ترتيبها 72 في المصحف الشريف و نزلت بعد الأعراف و بدأت بفعل أمر "قل أوحي إلي" .
سبب التسمية
سميت بهذا الاسم لأنها ذكر فيها أوصاف الجن و أحوالهم و طوائفهم و أيضا سورة قل أوحي إلي .
محور مواضيع السورة
بدأَت الآيات بالحديثِ عن أنَّ نفرًا من الجنِّ كانوا يستمعونَ إلى القرآن الكريم فتأثَّروا ببلاغتِه وإعجازهِ كثيرًا وذهبوا يدعونَ قومَهم إلى الإيمانِ وإلى تنزيهِ الله تعالى من كلِّ نقصٍ، قال تعالى: “قلْ أوحِيَ إلَيَّ أنَّهُ اسْتمَعَ نفَرٌ منَ الجنِّ فقَالُوا إنَّا سَمعْنَا قُرآنًا عجَبًا * يَهدِي إلَى الرُّشدِ فآمَنَّا بهِ ولَنْ نُشرِكَ برَبِّنَا أحَدًا” ، وذكرَت الآياتُ أنَّ الاستعانة بالجنِّ لا تنفعُ أبدًا كما كان يفعلُ بعضُ البَشرِ، قال تعالى: “وأَنَّهُ كانَ رجَالٌ منَ الإِنسِ يعُوذُونَ برِجَالٍ منَ الجنِّ فزَادُوهُمْ رهَقًا” .
وذكرَت محاولات الجنِّ للاستماعِ إلى أخبار السَّماءِ وفشلَها بسببِ الشهُب التي تحرسُ السماءَ وبيَّنت الآياتُ أنَّ الجنَّ يقسمون إلى مؤمنين وكافرين وحدَّدت مصير كلَّ طائفةٍ منهُم، قال تعالى: “وأَنَّا منَّا المُسلِمُونَ ومِنَّا القَاسِطونَ فمَنْ أسلَمَ فأولَئِكَ تحرَّوْا رشَدًا * وأَمَّا القَاسِطُونَ فكَانُوا لجَهَنَّمَ حطَبًا” .
ثمَّ تناولت بقيَّةُ الآياتِ الحديثَ عن الدعوة التي جاء بها النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلم- ومحاولاتِ قومه بإبعادِه عن دعوة الحقِّ التي يدعوهم إليها، ثمَّ ختَمت بأمرِ الله تعالى للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- أن يُسلمَ أمرَه لله ويظهرَ له الخضوع لأنَّه لا يملكُ الضرَّ والنفعَ إلا الله تعالى ولأنَّه وحده من يعلمُ الغيبَ، قال تعالى: “قلْ إنِّي لا أمْلِكُ لكُمْ ضرًّا ولَا رشَدًا * قلْ إنِّي لنْ يجِيرَنِي منَ اللَّهِ أحَدٌ ولَنْ أجِدَ منْ دونِهِ ملتَحَدًا” ، وقال تعالى: “عالِمُ الغَيبِ فلَا يظْهِرُ علَى غيْبِهِ أحَدًا”.
سبب النزول
قال عبدالله بن عباس قام الرسول صل الله عليه وسلم بالانطلاق مع مجموعة أو طائفة من الصحابة إلى سوق عكاظ، وعند وصوله حجب الشياطين عن خبر السماء، فتم إرسال شهب كثيرة من السماء فولت الشياطين راجعة إلى القوم، فقالوا لهم: لقد حجب بيننا وبين خبر السماء وأرسل إلينا شهب، فرد عليهم القوم قائلين: وما هو الشيء الذي حجب خبر السماء عنكم، لا بد أن هناك شيء يفسر ذلك، اذهبوا وأضربوا مشرق الأرض ومغربها لمعرفة ما هو الشيء الذي حجب عنكم خبر المساء؛ فانصرفت الشياطين وتوجهوا إلى تهامة وإذا برسول الله  موجود تحت نخلة في سوق عكاظ  يؤدي فرض الصلاة مع أصحابه وهي صلاة الفجر، فلما سمعوا الرسول يردد آيات القرآن الكريم، قالوا: هذا هو الشيء الذي حجب بيننا وبين خبر السماء: فرجعوا جميعاً إلى القوم، وقالوا: يا قوم لقد سمعنا قرآنا نرى فيه العجاب يهدينا إلى الرشد ويجعلنا لا نشرك بربنا أحداً، فبعدها أنزل الله تعالى على نبيه: ” قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآَنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا (12) وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15) وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by