الجمعة، 4 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة نوح (071)


071- سورة نوح
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 28 و ترتيبها 71 في المصحف الشريف و نزلت بعد النحل و بدأت بأسلوب توكيد "إنا أرسلنا" .
سبب التسمية
سميت بهذا الاسم لأنها خصت بذكر قصة نوح عليه السلام منذ بداية الدعوة حتى الطوفان و هلاك المكذبين و سميت أيضا إنا أرسلنا نوح .
محور مواضيع السورة
تناولَت هذه السورةُ قصَّة نبيِّ الله نوح -عليه السلام- من بدايةِ دعوته إلى لحظةِ الطوفانِ الذي أغرقَ الله به قومَه الكافرين؛ قال تعالى: “إنَّا أَرسَلنَا نوحًا إلَى قَومِهِ أنْ أنذِرْ قَومَكَ منْ قبْلِ أنْ يأتِيَهُمْ عذَابٌ ألِيمٌ” ، وذكَرت الآياتُ صبرَ نبيِّ الله نوح -عليه السلام- وجهادَه والتضحياتِ التي بذلَها في سبيل هذه الدعوة التي كلَّفهُ الله تعالى بها، لكنَّ قومَه كانوا يتكبَّرون ويرفضونَ الحقَّ ويُعرضون عن دعوتِه -عليه السلام-؛ قالَ تعالى: “قالَ ربِّ إنِّي دعَوْتُ قوْمِي ليْلًا ونَهَارًا * فلَمْ يزِدهُمْ دعَائِي إلَّا فرَارًا * وإِنِّي كلَّمَا دعَوتهُمْ لتَغْفِرَ لهُمْ جعَلُوا أصَابِعَهُمْ في آذانِهِمْ واستَغشَوْا ثيَابَهُمْ وأصَرُّوا واستَكبَرُوا استِكبَارًا” ، وبسببِ موقفِ قومهِ دعا عليهم سيِّدنا نوح -عليه السلام- بالهلاك والدمار حتَّى لا يكونوا سببًا في إضلالِ وإفسادِ من يأتي بعدَهم من النَّاس؛ قال تعالى: “وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا” ، وفي ختامِ السورة دعا بالمغفرة والرحمة لنفسه ولوالديه ولجميع المؤمنين؛ قال تعالى: “رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا”.
سبب النزول
ذكر أهلُ العلم في كتب التفسير أنّ مقاصد نزول القرآن الكريم على الرسول -صلى الله عليه وسلم- متعددةٌ ومنها: التعليم والترغيب والترهيب وذِكر الأحكام والإخبار عن الغيبيات وسرد القصص وغيرها من المقاصد؛ ولهذا توجد سورٌ في القرآن الكريم لم يرتبط نزولها بسببٍ معينٍ وإنما نزلت على النبي -عليه الصلاة والسلام- لغايةٍ أخرى ومن هذه السور سورة نوح، فهي واحدةٌ من القَصص القرآني المتكرّر في أكثر من سورةٍ ثمّ أفرد الله تعالى قصة نوحٍ مع قومه بسورةٍ مستقلّةٍ وفي ذلك إشارةٌ إلى طول الفترة الزمنيّة التي قضاها نوحٌ في دعوة قومه إلى الإيمان بالله وترك عبادة الأوثان التي يعبدون من دون الله، فكانت النتيجة إمعانهم في الكفر حتى تواصوا به جيلًا بعد جيلٍ إلى أن توجه نوحٌ -عليه السلام- بالدعاء إلى ربه كي يُنزل بهم العذاب الأليم بعد أن يئس من إيمانهم، وقد أنزل الله هذه السورة على النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من غير مناسبةٍ أو سببٍ إنما لغاية تثبيت الرسول والربط على فؤاده وتسليتِه بقصص من قبله من الأنبياء الذين قوبلوا من أقوامهم بالكفر والتكذيب والعِناد كما فعل كفار قريشٍ بل كانوا أسوأ وأضلّ سبيلًا، وأيضًا بثّ الثقة في نفوس المؤمنين بأنّ نصر الله قادمٌ لا محالة كما نصرَ نوحًا ورهطه على قومهم الكافرين، كما أنّ في إخبار الرسول عن قصة نوحٍ دليلٌ على صِدق نبوته وأنّ الله هو من أطلعه على ما مضى قصص الأقوام.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا (25) وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)
واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by