الجمعة، 4 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة القيامة (075)


075- سورة القيامة
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 40 و ترتيبها 75 في المصحف الشريف و نزلت بعد القارعة و بدأت بأسلوب قسم "لا أقسم بيوم القيامة" و القيامة هو اسم من أسماء الآخرة، لم يذكر لفظ الجلالة في السورة .
سبب التسمية
سميت بهذا الاسم لأنها ذكرت بوجه خاص القيامة و أهوالها و الساعة و شدائدها و عن حالة الإنسان عند الاختصار و ما يلقاه الكافر في الآخرة من المصاعب و المتاعب و سميت أيضا "لا أقسم" .
محور مواضيع السورة
إنَّ التعمّق في تفسير هذه السورة سيكشف المضامين التي حملتها، فالقرآن الكريم كلُّهُ حكمة وهدى من الله تعالى الذي خصَّ كلَّ سورة بأمرٍ معين تعرضُهُ في آياتِها، وفيما يتعلق بمضامين سورة القيامة فإنَّ هذه السورة عالجتْ مواضيع البعث والجزاء والحساب وموضوع اليوم الآخر وأهوالِهِ وفصَّلتْ في أحداث هذا اليوم تفصيلًا يسيرًا فكانت هذه السورة دعوةً خفيّةً للإيمان باليوم الآخر باعتباره أحد أركان الإيمان، ويقد تطرّقت لعدّة أمور، لعلّ أهمّها:
- التذكير باليوم الآخر: وهذا كانَ واضحًا منذُ المطلع، حيث أقسم الله تعالى بيوم القيامة وبالنفس اللوامة على أنّ يوم البعث قريب، قال تعالى: “لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ” .
- عرض بعض أهوال اليوم الآخر: فقد عرضتْ بعض الأحداث التي سيتحدث يوم القيامة، قال تعالى: ” فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ * كَلَّا لَا وَزَرَ * إِلَىٰ رَبِّكَ يَومَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ” .
- ذكرتْ أحوال الناس يوم القيامة: وكان هذا واضحًا في قولِهِ تعالى: “وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ” .
- ذكرتِ الآية حالة الإنسان عند الموت: وكانَ هذا واضحًا في قولِهِ سبحانه وتعالى: ” كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ” .
- عرضت مراحل خلق الإنسان: حين قال تعالى: “أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسوَّىٰ * فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ * أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ”.
سبب النزول
إنَّ القرآن الكريم كتاب خير وحكمة وفضل، فهو كتاب العزيز الحكيم خالق السماوات والأرض سبحانَهُ وتعالى، وقد أكرمَ الله تعالى كلَّ من صاحب هذا القرآن صحبةَ تدبُّرٍ وتلاوةٍ بالخير والفضل والأجر، وهذا ما وردَ في الحديث الذي رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها” ، وقد وردتْ في بعض السور القرآنية أحاديث تبرز فضل هذه السور دون غيرها، كسورة البقرة والواقعة والكهف، ولم ترد في فضل سورة القيامة أيَّةُ رواية، ولكنَّ فضلها ظاهر من خلال الأحكام التي حملتَها هذه السورة العظيمة للبشر، ومن خلال الوصف الدقيق والتذكير باليوم الآخر، ليُعِدَّ النَّاسُ العدّة ويجهزوا الزاد لملاقاة العزيز الحكيم.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6) فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7) وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9) يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10) كَلَّا لَا وَزَرَ (11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12) يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13) بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15) لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by