
114- سورة الناس
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 6 و ترتيبها الأخيرة في المصحف الشريف
و بدأت بفعل أمر " قل أعوذ برب الناس " من المعوذتين .
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
سورة الناس بدأت بذكر الناس وأنّ الله تعالى هو ربّ الناس، فسميت سورة
الناس.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
سبب نزول سورة الناس هو نفس سبب لنزول سورة الفلق، إذ نزلت لتكون رقية
للرسول -عليه الصلاة والسلام-، بسبب قصة غلام من اليهود كانَ يخدم الرسول -عليه الصلاة
والسلام-، فجاء اليهود إلى هذا الغلام وطلبوا منه شيئًا من مشاطة النبيّ -عليه السلام-،
وبعضًا من أسنان مشطه، فأعطى هذا الغلام لرجلٍ اسمه لبيد بن الأعصم ما أخذَه من أثر
الرسول كي يعمل له سحرًا، فسحر رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وكان سحره على ما
أخذ من مشط الرسول -عليه السلام- من أسنان بالإضافة إلى المشاطة، ومعقود في إحدى
عشر عقدة وغرز هذه العقد بالإبر، حيث دسّ هذا السحر في بئر يقال لها بئر ذروان، وهو
بئر ماء لبني زريق، فمرض الرسول -عليه السلام- مرضًا شديدًا، وانتثر شعر رأسه، ،
وفي الحديث الشريف عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “سحَر رسولَ الله -صلَّى اللهُ
عليه وسل-م- رجلٌ من بني زُرَيقٍ، يُقالُ له لَبيدُ بنُ الأعصَمِ، حتى كان رسولُ
اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُخَيَّلُ إليه أنه يَفعَلُ الشيءَ وما فعَله، حتى
إذا كان ذاتَ يومٍ أو ذاتَ ليلةٍ وهو عِندي، لكنه دَعا ودَعا، ثم قال : “يا عائشةُ،
أشَعَرتِ أن اللهَ أفتاني فيما استفتَيتُه فيه، أتاني رجلانِ، فقعَد أحدُهما عِندَ
رأسي، والآخَرُ عِندَ رِجلي، فقال أحدُهما لصاحِبِه : ما وجَعُ الرجلِ؟ فقال : مَطبوبٌ،
قال: من طبَّه؟ قال: لَبيدُ بنُ الأعصَمِ، قال: في أيِّ شيءٍ ؟ قال: في مُشطٍ ومُشاطةٍ،
وجفِّ طَلعِ نخلةٍ ذكَر، قال: وأينَ هو ؟ قال: في بئرِ ذَروان،. فأتاها رسولُ اللهِ
-صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في ناسٍ من أصحابِه، فجاء فقال: “يا عائشةُ، كأن ماءَها
نُقاعَةُ الحِنَّاءِ، أو كأن رُؤوسَ نخلِها رُؤوسُ الشياطين” قلت: يا رسول اللهِ:
أفلا استخرَجْتَه؟ قال: “قد عافاني اللهُ، فكرِهْتُ أن أُثَوِّرَ على الناسِ فيه
شرًا”. فأمر بها فدفِنَتْ” وكان جبريل -عليه السلام- يقول: “بسم الله أرقيك من كل
شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك” حتى انحلّت آخر عقدة ووجد في نفسه خفة بانحلال
العقدة الأخيرة من هذا السحر، فقام كأنه نشط من عقال.5)، وحديث سحر الرسول -عليه
الصلاة والسلام- حديثٌ صحيح ذكره البخاري ومسلم وعددٌ من أئمة الحديث الشريف، وهو
مقبولٌ عند اهل السنّة، ولم ينكره إلا المبتدعة.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
في سورة الناس مضامين عظيمة، إذ إنّ في السورة الكريم استعاذة بربّ
الناس من شر الإنس والجن، وفيها استجارة بالله تعالى بصفتِه مالكَ الناس وربهم ومصلحهم
وإلههم الذي يجبُ أن يستعيذ جميع الناس به، لأنّ الله تعالى هو الملجأ وهو المنجي
الذي يكون دونه جميع العظماء والملوك، كما تتضمّن سورة الناس استعاذة من شر الشيطان،
والشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وفي الوقت نفسه تتضمن استعاذة من شياطين الإنس؛
لأنّ الشياطين نوعان: شياطين الإنس وشياطين الجن، وشياطين الجن توسوس في الصدور أما
شياطين الإنس فتأتي بشكلٍ مُعلَن وتوسوس، لذلك يجب الاستعاذة من كلا الشيطانين.
|
|||
فضل
السورة
|
|||
على الرّغم من أنّ سورة الناس من قصار السور،
إلّا أنّ فضلها عظيم؛ لأنّها تُعدّ من السورة التي يرقي بها المسلم نفسه فينال بركتها
وتحميه من الوساوس ونزغ الشيطان وشر الجنّ والإنس، لذلك يجب الإكثار من قراءتها في
الصباح والمساء وقبل النوم، وقراءتها على الأطفال الصغار لتحصينهم بها هي وسورة الفلق
وسورة الإخلاص، وقد ورد في فضلها أحاديث نبوية كثيرة منها ما يأتي:
- قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: “يا عقبة
ألا أعلمك سورًا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان
مثلهن، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها، { قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق}
و {قل أعوذ برب الناس}”.
- تكفي من يقرأها همّ يومه، إذ أوصى الرسول
-عليه الصلاة والسلام- بقراءة المعوذتين والإخلاص مع أذكار الصباح والمساء، فقد ورد
في الحديث الشريف عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال: خرجنا في ليلة مطيرة
وظلمة شديدة نطلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي لنا، قال: فأدركته فقال: قل
فلم أقل شيئا ثم قال: قل فلم أقل شيئا قال: قل فقلت ما أقول، قال: “قل هو الله أحد
والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء”.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ
(3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ
(5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
|