الخميس، 10 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة النصر (110)


110- سورة النصر
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مدنية من المفصل و عدد آياتها 3 و ترتيبها 110 في المصحف الشريف و نزلت بعد سورة التوبة و بدأت بأسلوب شرط " إذا جاء نصر الله والفتح " .
سبب التسمية
عُرفت هذه السورة في أقوال وأحاديث السَّلف باسم سورة إذا جاء نصر الله والفتح وهي الآية التي افتُتحت بها السورة، لكنها في المصحف الشريف وفي كُتب التفسير معروفة باسم سورة النصر لما فيها من الإشارة الصريحة إلى تحقق النصر أي التأييد على كفار قريشٍ وقهرهم والاستعلاء عليهم وتحقق ذلك أثناء فتح مكة كنتيجة لبراءة الرسول من الكفار، كم أُطلق عليها اسم سورة الفتح لما فيها من أثناء دخول مكة من فتح مساكن الأعداء والدخول إلى منازلهم بتأييدٍ من الله تعالى وبهذا يكون هذا الاسم أي “الفتح” مشتركًا ما بين سورة النصر وسورة الفتح “إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا”.
كما عُرفت هذه السورة باسم سورة التوديع؛ لما فيها من الإشارة إلى قُرب رحيل النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن أكمل المهمة وأدى الرسالة وتحقق النصر بارتفاع رايات الإسلام في مكة قلب شبه الجزيرة العربية، وقال عبد الله بن عباس في إيماء السورة إلى وداع الرسول: ”هوَ أجلُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أعْلَمَهُ لهُ، قالَ: “فإِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالفَتْحُ” وذلِكَ علامةُ أجلِكَ”.
محور مواضيع السورة
تتضمّن سورة النصر بشرى وخير للرسول -عليه الصلاة والسلام-، إذ يُبشره الله تعالى بنصره للإسلام وبدخول الناس بالإسلام على شكل جماعات وأفواجًا، كما يُخبر الله تعالى نبيّه في سورة النصر بأن أجله قد اقترب، وهذه أيضًا من مضامين سورة النصر التي تحمل بشرى للرسول الكريم بأنّه أدى الرسالة والأمانة، كما تتضمن السورة أمرًا للنبي -عليه الصلاة والسلام- بأن يردّ الجميل إلى الله تعالى بالاستغفار الكثير والتسبيح، وتتضمن سورة النصر أيضًا الجمع بين الفتح والنصر، فالفتح هو تحصيل المطلوب تمامًا، أما النصر فهو سبب الفتح، لهذا بدأت سورة النصر بذكر النصر وعطف الفتح على النصر، إذ إن النصر اكتمال للدين الإسلامي الحنيف، أما الفتح فهو إقبال الدنيا وهذا هو تمام النعمة.
سبب النزول
نزلت سورة النصر على النبي -صلى الله عليه وسلم- في طريق عودته من غزوة حنين لزفّ البشرى له وللمسلمين باقتراب موعد النصر وحصول الفتح والمقصود بالفتح بإجماع علماء المسلمين بأنّه فتح مكة حيث كانت القبائل العربية مترددةً في الدخول في الإسلام بسبب موقف قريشٍ من النبي؛ فكانوا يقولون: ”إن ظهر على قومه فهو نبيٌّ”، وعندما فُتحت مكة توالى وفود القبائل العربية على المدينة معلنةً دخولها في الإسلام ومنضويةً تحت رايته، وجاء في الحديث: ”كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُكثِرُ قبْلَ موتِه أنْ يقولَ: ”سُبحانَ اللهِ وبحمدِه أستغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليه” قالت: فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ إنَّك لَتُكثِرُ مِن دعاءٍ لم تكُنْ تدعو به قبْلَ ذلك؟ قال: ”إنَّ ربِّي -جلَّ وعلا- أخبَرني أنَّه سيُريني عَلَمًا في أمَّتي فأمَرني إذا رأَيْتُ ذلك العَلَمَ أنْ أُسبِّحَه وأحمَدَه وأستغفِرَه وإنِّي قد رأَيْتُه “إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ” فتحُ مكَّةَ” .
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by