
108- سورة الكوثر
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل و عدد آياتها 3 و ترتيبها 108 في المصحف الشريف
و نزلت بعد سورة العاديات و بدأت بأسلوب توكيد و هي أصغر سورة في القرآن لم يذكر
لفظ الجلالة فيها الكوثر هو أحد أنهار الجنة .
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
سميت باسم الكوثر على اسم حوض النبي عليه الصلاة والسلام، وهو نهر في
الجنة واسمه نهر الكوثر، وقد ورد ذكره في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، حيث
أن من يشرب منه شربةً واحدةً لا يظمأ بعدها أبداً، وتجب له شفاعة سيدنا محمد عليه
الصلاة والسلام.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
سورة الكوثر كغيرها من السور المكية التي تعنى بالحثّ على عبادة الله
وحدَه وصرف أشكال العبادة كافّة له وحده من خلال توجيه الخطاب للنبي والأمر عامٌّ
للمسلمين كافّة، كما تضمّنت السورة واحدةً من النِّعم التي امتنّ الله بها على نبيه
في الآخرة وهو نهر الكوثر أحد أنهار الجنة كما جاء في الحديث الصحيح في قوله تعالى:
“إنا أعطيناك الكوثر” أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: ”هو نهرٌ في الجنةِ قال:
فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- رأيتُ نهرًا في الجنةِ حافَّتيْه قبابُ اللؤلؤِ
قلت: ما هذا يا جبرائيلُ؟ قال: هذا الكوثرُ الذي أعطاكَه اللهُ” إلى جانب الخير الكثير
الذي أعطاه إياه في الدنيا والآخرة.
كما تضمنت السورة توجيه الخطاب إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بوجوب
شُكر الله تعالى على نعمه عن طريق المواظبة على أداء الصلاة والنحر لله -ذبح ونحر
الأنعام- سواءً الأضحية أو النذر أو العقيقة؛ فالذبح يُحرًّم تقديمه لغير الله، كما
أخبر الله تعالى أنّ كل من انتقص الرسول وأبغضه وأبغض كل ما جاء به من الحق والهدى
هو الأبتر أي الذي لا ولد له من صُلبه.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
وردت عدة روايات حول سبب نزول سورة الكوثر، لكن العلماء أجمعوا ان أصح
رواية هي الرواية التي وردت عن عبدالله بن عباس، وقد قيل أنها نزلت في العاص بن وائل.
تقول هذه الرواية عن سبب النزول أن: “العاص بن وائل رأى رسول الله
-صل الله عليه وسلم- يخرج من المسجد وهو يدخل، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا وأناساً
من صناديد قريش في المسجد يجلسون معاً، فلما دخل العاص سألوه: مع من كنت تتحدث؟ قال:
ذاك الأبتر، ويعني النبيّ -صلوات الله وسلامه عليه-.
كان قبل هذه الحادثة قد توفي للرسول عليه الصلاة والسلام ابنه عبدالله،
وهو ابنه من خديجة أم المؤمنين، حيث كانت العرب قديماً تصف من ليس له ابن ذكر بأنه
أبتر، أي أن ذكره مقطوع من الدنيا بعد موته.
نزلت بعد هذه الحادثة سورة الكوثر، وفيها مواساةٌ للرسول عليه الصلاة
والسلام، وتقبيح لمن وصفه بأنه أبتر، وفي تفسير آياتها بشرى عظيمة للرسول محمد عليه
الصلاة والسلام، وهي أن الله تعالى أعطى نبيه نهر الكوثر، وهي منحة عظيمة من الله
تعالى.
من جهةٍ أخرى جاء في السورة رد على من اعتدى على الرسول عليه الصلاة
والسلام بالكلام البذيء والفاحش، حين وصفه بأنه أبتر عندما يموت، إذ أنه ما من ولدٍ
له سيحمل اسمه، لذلك سينقطع أثره ونسله، فرد الله تعالى أن من وصف النبي بهذا الوصف
هو الأبتر.، فأنـزل الله تعالى: (إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبْتَرُ )، وهذه الآية فيها
الرد الشافي والوافي.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
(2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)
|