الخميس، 3 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة التحريم (066)


066- سورة التحريم
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مدنية من المفصل و عدد آياتها 12 و ترتيبها 66 في المصحف الشريف نزلت بعد الحجرات و بدأت بأسلوب النداء "يا أيها النبي" .
سبب التسمية
سميت بهذا الاسم لبيان شأن التحريم الذي حرمه النبي صلى الله عليه و سلم على نفسه من غير أن يحرمه الله .
محور مواضيع السورة
تبدأ السورةُ بعتابِ النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- لأنَّه حرَّم على نفسِه بعضَ الأمور التي أحلَّها الله له بغيةَ إرضاءِ زوجاته، قال تعالى: “يا أيُّها النبيُّ لمَ تحرِّمُ ما أحلَّ الله لكَ تبتغي مرضاةَ أزواجِكَ والله غفورٌ رحيمٌ” ، بعدَ ذلكَ انتقلت السورة لتقديمِ التوجيهاتِ إلى المؤمنين حتَّى يحموا أنفسَهم وأهلهم من نار جهنَّم بطاعة الله والانقياد له تعالى، قال تعالى: “يا أيُّهَا الذِينَ آمنُوا قُوا أنفُسَكُم وأَهلِيكُمْ نارًا وقُودهَا النَّاسُ والحجَارَةُ علَيهَا ملَائِكَةٌ غلَاظٌ شدَادٌ لا يعصُونَ اللَّهَ ما أَمرَهُمْ ويفْعَلُونَ ما يؤمَرُونَ” ، ثمَّ حثَّت المؤمنين على التوبة الخاصة الصادقة لله تعالى وأوضحَت أن الكفار لا تقبلُ من أعذارهم يوم القيامة، قال تعالى: “يا أيُّهَا الذِينَ كفَرُوا لَا تعتَذِرُوا اليَوْمَ إنَّمَا تجزَوْنَ ما كُنتُمْ تعمَلُونَ * يا أيُّهَا الذِينَ آمنُوا توبُوا إلَى اللَّه توْبَةً نصُوحًا عسَى ربُّكُمْ أنْ يُكفِّرَ عنكُمْ سيئَاتِكُمْ ويدْخِلَكُمْ جنَّاتٍ تجرِي منْ تحتِهَا الأَنهَارُ يوْمَ لا يخْزِي اللَّه النبِيَّ والَّذِين آمنُوا معَهُ نورُهُمْ يسْعَى بَينَ أَيْديهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ يَقولُونَ ربَّنَا أَتمِمْ لَنا نُورنَا واغفِرْ لنَا إنَّكَ علَى كلِّ شيْءٍ قدِيرٌ” .
ثمَّ تحدَّثت السورةُ عن الدعوةِ العامَّةِ إلى الجهادِ في سبيل الله بكل ما يمكله المؤمنُ من وسائلَ ممكنةً لرفعِ رايةِ الله وإعزازِ كلمته وإذلالِ الكافرين أعداء الله تعالى، قال تعالى: “يا أيُّهَا النبِيُّ جاهِدِ الكُفَّار والمُنَافِقِينَ واغْلُظْ علَيهِمْ ومَأْوَاهُمْ جهَنَّمُ وبِئْسَ المصِيرُ” ، وضربت مثلينِ عن الكفار الذينَ لم ينفعهم إيمان أقربُ الناسِ إليهم كامرأتَيْ لوط ونوحٍ، وكذلك المؤمنينَ الذينَ لم يضرُّهم كفرُ أقرب الناس إليهم كامرأةِ فرعون، فلا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى وكلُّ امرئٍ بما كسبَ رَهين .
سبب النزول
ذكر المفسرون في كتب التفسير الصحيحة عدة رواياتٍ حول سبب نزول سورة التحريم وكان موقفهم تجاهها محاولة الجمع بينها فيما توافق فيها وردّ ما اختلف فيها، وهي:
الرواية الأولى: ما ذكرته السيدة عائشة -رضي الله عنها- كما ورد في صحيح البخاري أنها اتفقت مع السيدة حفصة بنت عمر -رضي الله عنهما- على أن تقولا للنبي -صلى الله عليه وسلم- عندما يدخل بيت أيٍّ منهما، أنها تشم رائحة مغافير تنبعث منه- والمغافير ومفردها مغفور هو نوعٌ من الحلوى الصمغية التي يطرحها طبيعيًّا شجرٌ يقال له العرفط ولكنه ذو رائحةٍ كريهةٍ تشبه رائحة الخمر- فقال: “لكني كنتُ أشرب العسل عند زينب بنت جحش -رضي الله عنها- ولن أعود لشُربه ثانيةً” أي أنه حرّم على نفسه ما لم يحرمه الله عليه إرضاءً لزوجاته؛ فنزلت الآيات الأربع الأولى من السورة.
الرواية الثانية: كان من عادة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد انقضاء صلاة الفجر أن يمرّ على حجرات زوجاته فيسلم عليهنّ واحدةً واحدةً، وكان لدى أم المؤمنين حفصة عسلٌ مهدىً لها فكانت تُطعم الرسول منه، فغارت أم المؤمنين عائشة منها فجمعت باقي زوجات الرسول وقالت لهنّ: إذا دخل عليكنّ الرسول فقلن له نجد منك رائحة مغافير؛ فسيقول: بل سقتني حفصة من العسل، فقلن له: إن نحله قد أكل من صمغ شجر العرفط؛ ففعلن كما أخبرتهنّ أم المؤمنين عائشة وهي معهن؛ فعندما جاء إلى السيدة حفصة قدمت له العسل كالمعتاد رفض أن يشربه وحرمه عليه.
الرواية الثالثة: نزلت تحديدًا في الآية العاشرة من سورة التحريم وذلك أن من عدل النبي -صلى الله عليه وسلم- بين زوجاته جعل لكل واحدةٍ منهنّ يومًا؛ وفي يوم أم المؤمنين حفصة استأذنت النبي في زيارة أهلها فأذِن لها، فأرسل إلى جاريته مارية القبطية -رضي الله عنها- أن تأتيه إلى بيت حفصة -رضي الله عنها- فأصابها فيه وعندما عادت أم المؤمنين حفصة قالت: “يا نبي الله لقد جئت إلي شيئًا ما جئت إلى أحدٍ من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي؟!”؛ فقال لها النبي: ألا ترضين أن أحرمها فلا أقربها؛ فرضيت، وطلب منها ألا تذكر ذلك لأحدٍ فذكرته للسيدة عائشة؛ فأظهره الله ما كان من الأمر.
لكن يرى الرواة والمفسرون أن أرجح الروايات ما يتعلق بتحريم الرسول الكريم العسل على نفسه الذي شربه عند زينب بنت جحش وأن اللتان تظاهرتا على الرسول هما عائشة وحفصة -رضي الله عنهنّ-.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by