
056- سورة الواقعة
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل وعدد آياتها 96 آية وترتيبها 56 في المصحف الشريف
، نزلت بعد سورة " طه "و بدأت السورة بأسلوب شرط " إذا وقعت الواقعة
" و الواقعة اسم من أسماء يوم القيامة .
|
|||
سبب
النزول
|
|||
من أسباب نزول بعض آيات سورة الواقعة:
- روى أنَّ النَّبيَّ -صلّى الله عليه وسلّم- خرج في سفر مع أصحابِهِ
فنزلوا وأصابهم العطش، وليس معهم ماء فذكروا ذلك للنَّبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام-
فقال أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون: “سقينا هذا المطر بنوء كذا”، فقالوا:
يا رسول ما هذا بحين الأنواء، قال: فصلى ركعتين ودعا الله -سبحانه وتعالى- فهاجت
ريح ثم هاجت سحابة فَمُطِرُوا حتى سالت الأودية وملؤوا الأسقية، ثم مرَّ رسول الله
برجل يغترف بقح له ويقول: “سقينا بنوء كذا، ولم يقل هذا من رزق الله -سبحانه- فأنزل الله تعالى الآية: “وَتَجْعَلُونَ
رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ”.
- قالَ عروة بن رويم: لمَّا أنزل الله تعالى قولَهُ: “ثلة من الأولين
وقليل من الآخرين”، 5)، بكى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقال: يا رسول الله آمنا
بك وصدقناك، ومع هذا كله من ينجو منا قليل فأنزل الله تعالى قولَهٌ: “ثلة من الأولين
وثلة من الآخرين”، فدعا رسول الله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فقال: يا عمر بن
الخطاب قد أنزل الله فيما قلت فجعل ثلة من الأولين وثلة من الآخرين، فقال عمر: رضينا
عن ربنا وتصديق نبيّنا، فقال رسول الله: من آدم إلينا ثلةٌ، ومنَّا إلى يوم القيامةِ
ثلة، ولا يستتمها إلا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا إله إلا الله.
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
تتحدث آيات سورة الواقعة عن يوم القيامة بشكل أساسي، حيث تذكر أحواله،
وخصوصياته.
- تبتدئ آيات هذه السورة بذكر الواقعة، والواقعة اسمٌ من أسماء يوم
القيامة، حيث تتحدث السورة عن الأحداث المرعبة التي تجري يوم القيامة.
ورد في هذه السورة تقسيم الناس إلى ثلاثة أقسام وهم، أصحاب اليمين،
وأصحاب الشمال، والمقرّبون.
- تحدثت عن جزاء عباد الله سبحانه وتعالى، حيث أنها بينت أنواع النعيم
في الجنة.
- تحدثت عن أصحاب اليمين (عباد الله سبحانه وتعالى)، وما ينتظرهم
من منح من الله سبحانه وتعالى في الجنة.
- بالإضافة إلى ذلك فقد تحدثت السورة عن أصحاب الشمال، وما ينتظرهم
من أصناف العذاب، وعذابهم المقيم في جهنم.
- ورد في آيات هذه السورة العديد من الأدلة الواضحة على حقيقة يوم
القيامة، وهو يوم المعاد.
- بين الله سبحانه وتعالى في هذه السورة عظيم قدرته، وكيف أنه خلق
الإنسان من نطفة، وكيف يحيي النباتات، واشتعال النار، وكيفية نزول المطر.
- كما ورد في السورة العديد من الأدلة التي تتحدث عن توحيد الله سبحانه
وتعالى.
- إن آيات السورة وصفت سكرات الموت، ولحظات الاحتضار، والانتقال من
الدنيا إلى العالم الآخرة.
- انتهت آيات هذه السورة بذكر اسم الله العظيم.
|
|||
فضل
السورة
|
|||
لا يخضع القرآن الكريم لماديات الحياة الدنيا، وهو أسمى وأجلُّ من أن
تطبّق عليه قاعدة واحد زائد واحد يساوي اثنان، فالمتعمق بآياته والملامس لإعجازه
يعي تمامًا معنى هذا القول، وليس من المنطق أن يتناول أي إنسان أي آية، ويقرأها ثم
يعدّ على أصابعه ليتحقق ما يريد، فعامل الإيمان هو أول ما يجب استحضاره عند قراءته،
فمثلًا كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، يرقي بسورة الفاتحة فقط، ولكن يقين عمر
بربه يجعل لهذه السورة أثرًا مباركًا في الشفاء أو دفع العين والسحر، وآخر مَن قد
يقرأ القرآن مرارًا وتكرارًا ولا يتأثر أو يشعر بشيء أو يؤثر أو يغير؛ ذلك لأن قلبه
ليس حاضرًا وإيمانه ليس كاملًا، وقد شاع بين الناس أن لسورة الواقعة فضلًا يميزها
عن باقي السور القرآنية وقد أيّد العلماء قولًا ونفى أحدهما، وفيما يأتي تفصيلًا
لهذين الرأيين:
الرأي الأول: وهو الدارج بين
الناس، ما روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من
قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً)، والفاقة هي الفقر، لكن العلماء
ضعّفوه لنكارة المتن، واضطرابه وضعف الرواة والانقطاع.
الرأي الثاني: الرأي الذي أيده
العلماء وأيدوه وهو قول ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-
قال: (شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت)؛ وذلك لاجتماع
هذه السور على مواضيع الجنة والنار والتخويف من عذاب يوم الآخرة.
ولكن العلماء لا تنكر على أحد قراءة سورة الواقعة بنية طلب الرزق والوقاية
من الفقر، فهو نوع من الفضائل الذي لا يتنافى مع منطق الدين الإسلامي، والتقرب لغير
الله لطلب رزق الله، والحديث الذي يتحدث بهذا الشأن هو حديث ضعيف، وليس موضوع أي
مكذوب على رسول الله، بالتالي لا بأس بالعمل به من باب الفضيلة.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ
(1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ
رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6) وَكُنْتُمْ
أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
(8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ
السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
(12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ
مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ
وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ
(18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ
(20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ
الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا
لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26) وَأَصْحَابُ
الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ
(29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32)
لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ
إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ
الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ
(40) وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ
(42) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (43) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (44) إِنَّهُمْ كَانُوا
قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (45) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ
(46) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا
لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ
وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) ثُمَّ
إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ
زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ
الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ
(56) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ
(58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا
بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ
وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى
فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ
أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ
تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ
الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ
نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ
(70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا
أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ
(73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ
(75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ
(77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ
مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ
(81) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ
الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ
مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ
(86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87) فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ
(88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ
الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِنْ كَانَ
مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ
جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ
الْعَظِيمِ (96)
|