
053- سورة النجم
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية من المفصل عدد آياتها 62 آية ترتيبها 53 في
المصحف الشريف نزلت بعد الإخلاص بدأت بأسلوب قسم " والنجم " السورة بها
سجدة في الآية الأخيرة من السورة .
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
سميت (سورة الطور ) لأن الله تعلى بدأ السورة الكريمة بالقسم بجبل الطور
الذي كلم الله تعلى عليه موسى عليه السلام ونال ذلك الجبل من الأنوار والتجليات والفيوضات
الإلهية ما جعله مكانا وبقعة مشرفة على سائر الجبال في بقاع الأرض .
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
نزول سورة النجم كغيرها من السور المكية يأتي للحديث عن كل ما يتعلق
بالعقيدة والدعوة والإيمان بالله ونفي الشرك وإقامة الحجة على المشركين، فقد تضمّنت
العديد من المواضيع إلى جانب موضعها الرئيس وهو إثبات البعث والنشور يوم القيامة،
ومنها:
- القَسَمُ بالوحي وذِكر قصة المعراج وكرامة النبي -صلى الله عليه
وسلم- وإبعاد التهم التي ألصقها المشركون به.
- ذِكر الأفعال الشِّركية التي تقوم بها قريش من عبادة الأصنام والأوثان
وإطلاق أسماء الله الحسنى عليها بعد تحريفها.
- إبطال ألوهية الأصنام أو أنها بناتٌ لله تعالى عما يقولون.
- التحذير من القول في أي أمرٍ بناءً على المظنة.
- الأمر بالانصياع لله تعالى والتقرّب له بالسجود والعبادات.
- التأكيد على عدالة الجزاء يوم القيامة بما يتناسب وأفعال العبد
في الحياة الدنيا.
كما وضَّحت السورة
أن العقيدةَ السليمةَ يجب أن تقومَ على أساسٍ سليم قويمٍ، وساوَتْ بين الذكرِ والأنثى
وأكدت بأنَّ كلَّ إنسان رهنُ عملِه ولن يحاسب شخصٌ عن شخصٍ آخر؛ قال تعالى: “ألَّا
تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى” .
ثمَّ تلفتُ الآياتُ أنظارَنا إلى قدرة الله تعالى ومظاهر عظمتِها، وتذكِّر
بالذين كذَّبوا الرسلَ من الأمم السابقة، وتوبِّخُ المشركين على استهزائهم بكلام
الله وتأمر الجميعَ بالسجودِ للخالقِ العَظيم -تبارك وتعالى-؛ قال تعالى: “أَفَمِنْ
هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ
* فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا”.
|
|||
سبب
النزول
|
|||
لا يوجد سببٌ لنزول سورة النجم كاملةً إنما لآياتٍ فيها، فسورة النجم
لم تنزل على الرسول جملةً واحدةً، وتلك الآيات هي:
- قال تعالى: “هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ
وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى” قيل: نزلت هذه الآية الكريمة -وإن ضعف الألباني تلك
الرواية- في اليهود حين قالوا عند موت أي صبيٍّ صغيرٍ لهم: هو صِدِّيقٌ، فبلغت مقالتهم
تلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: “كذبت يَهودُ، ما من نسَمةٍ يخلقُها اللَّهُ
في بطنِ أمِّهِ إلا أنَّهُ شقيٌّ أو سعيدٌ”.
- قال تعالى: “أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطَى قَلِيلًا
وَأَكْدَى” ذكر بعض أهل التفسير أنّ هذه الآية نزلت في عثمان بن عفان -رضي الله عنه-
كابن عباس والمسيب بن شُريك وغيرهم؛ فقد كان عثمان يُكثر من الصدقة لذنوبٍ وخطايا
أصابها، فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن أبي السرح: لن يبق لك مالًا؛ فذكر له
عثمان سبب كثرة تصدقه، فقال له عبد الله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل ذاك العذاب
عنك؛ فوافق عثمان ثم أمسك عن الصدقة أو أنقص منها؛ فنزلت الآيتان، فعاد إلى صدقته
أكثر من ذي قبلٍ.
أما الرواية الثانية فنزلت في الوليد بن المغيرة الذي اتبع دين محمدٍ
حتى عيّره قومه بذلك وقالوا له كفرت بدين الأشياخ وزعمت أنهم في نار جهنم؛ فقال لهم:
إني أخاف العذاب، فضمن له أحدهم إن هو عاد إلى دين آبائه وأجداده وترك دين محمدٍ
أن يحمل عنه ذاك العذاب الذي يخاف، فأعطاه بدلًا من تعهده بتحمل العذاب ثم بخل ومنع
عنه تلك العطية؛ فنزلت الآيتيْن.
- قال تعالى: “وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى” نزلت هذه الآية
في رهطٍ مرّ بهم الرسول الكريم وهم يضحكون فقال لهم: “واللهِ لو تعلمون ما أعلمُ
لبكيتُم كثيرًا ولضحكتُم قليلًا” ، فنزل عليه جبريل- عليه السلام- بهذه الآية؛ فعاد
إليهم الرسول الكريم ليخبرهم بما أنزل عليه ربه.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى
(1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ
هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى
(6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ
قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ
الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآَهُ
نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى
(15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى
(17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ
وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ
الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا
أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ
إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى
(23) أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآَخِرَةُ وَالْأُولَى
(25) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا
مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) إِنَّ الَّذِينَ
لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى
(27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ
لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا
وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ
اهْتَدَى (30) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ
أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ
يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ
وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ
أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا
وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ
بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى
(39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى
(41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى
(43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44) وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ
وَالْأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ
الْأُخْرَى (47) وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى (48) وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى
(49) وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ
نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ
أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى
(55) هَذَا نَذِيرٌ مِنَ النُّذُرِ الْأُولَى (56) أَزِفَتِ الْآَزِفَةُ (57) لَيْسَ
لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ (58) أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ
(59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) فَاسْجُدُوا
لِلَّهِ وَاعْبُدُوا (62)
|