الثلاثاء، 1 يناير 2019

التعريف بسور القرآن الكريم | سورة ق (050)


050- سورة ق
(بصوت ذ. محمد العثماني)
التعريف بالسورة
سورة مكية إلا الآية 38 فهي مدنية من المفصل عدد آياتها 45 أية ترتيبها 50 في المصحف الشريف نزلت بعد المرسلات , أول سورة حزب المفصل بدأت السورة بأسلوب قسم "ق والقرآن المجيد" .
سبب النزول
وردَ في سبب نزول سورة ق أنَّ اليهود كانوا يقولون: إنَّ الله تعالى خلقَ الخلقَ في ستَّةِ أيام، ثمَّ استراحَ في اليومِ السَّابع وهو يوم السبت يوم الرَّاحة عندهم، فأنزل الله تعالى قوله: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ” ، وروى عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أيضًا: “أنَّ اليهود أتت النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فسألت عن خلقِ السمواتِ والأرض، فقال: خلقَ الله الأرضَ يوم الأحد والإثنين، وخلقَ الجبال يوم الثلاثاء وما فيهنَّ من المنافع، وخلق يوم الأربعاء الشجرَ والماء، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجومَ والشمسَ والقمرَ”، قالت اليهود ثمَّ ماذا يا محمَّد؟ قال: ثمَّ استوى على العرش، قالوا: قد أصبتَ لو تمَّمتَ ثمَّ استراح، فغضبَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غضبًا شديدًا، فنزلت الآية: “وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لغُوبٍ”.
محور مواضيع السورة
بدأَت السورة بالإشادةِ في شأنِ القرآن الكريم وعظمته، وتحدَّثت عن تكذيبِ الكافرين للرسول -صلى الله عليه وسلم- لأنه رسولٌ منهم، قال تعالى: “بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُمْ مُنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ”، وفي آياتها أيضًا استدلال على يوم البعث والنشور وما فيه من قدرة الله -عزَّ وجلَّ- وتؤكد الآيات أنَّ ذلك ليس بأعظم من بَدْء الله تعالى لخلق السموات والأرض ولم تكنْ شيئًا قبلَ ذلك. وتتميَّز سورة ق بما تضمَّنته من وعيد وتهديد للكافرين في كثير من آياتِها كما في قوله تعالى: “أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ”، وفيها ذكر لشدائد يوم الحساب وأهوالِه الذي سيكون عسيرًا على الكافرين يسيرًا على المؤمنين، حيثُ تذكر الآيات بعد ذلك ما أعدَّه الله تعالى للمؤمنين من نعيم الآخرة حيثُ لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلب بشر؛ كما في قوله تعالى: “لهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ”.
فضل السورة
وردَ في فضل سورة ق العديدُ من الأحاديثِ الشريفة، ففي الحديثِ الذي رَواه مسلم عن عبيد الله بن عبد الله: أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سألَ أبا واقدٍ الليثيّ: ما كان يقرأُ به رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في الأضحى والفطرِ؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـِ “ق والقرآنِ المَجيدِ”، و “اقتربتِ الساعةُ وانشقَّ القمرُ”. وعن أمِّ هشام بنت حارثة بن النعمان قالت: “ما حفظتُ ق إلا من فِي رسولِ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-، يخطبُ بها كلَّ جمعةٍ، قالت: وكان تنُّورنا وتنُّورُ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- واحدًا” ، قال النووي -رحمه الله-: “قال العلماء إنَّ سببَ اختيارِ سورةِ ق أنَّها اشتَملت على آيات البعثِ والموت والمواعظِ الشديدَة والزواجرِ الأكيدَة، وفيه اسْتحباب قراءة ق أو بعضها في كلِّ خطبة”.
وفي فضل سورة ق ورد أيضًا الحديث عن واثلةَ بن الأسقع، أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “أعطِيتُ مكانَ التوراةِ السبع الطوالَ، وأعطِيتُ مكانَ الزَّبورِ المئين، وأعطِيتُ مكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ”، وقد قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: وسورة ق هي أوَّلُ المفصَّل.
نص السورة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1) بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3) قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4) بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5) أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (14) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15) وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (38) فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)

واتساب

التعليقات

تحميل ... جاري تسجيل الدخول ...
  • مسجل دخولك باسم
لا توجد تعليقات حتى الآن ! كن أول من يرسل تعليقه !

إرسال تعليق جديد

Comments by