
044- سورة
الدخان
|
![]() |
(بصوت ذ. محمد العثماني)
|
|
التعريف
بالسورة
|
|||
سورة مكية ومن المثاني وعدد آياتها 59 آية وترتيبها 44 في المصحف الشريف
، ونزلت بعد سورة الزخرف ، بدأت بحروف مقطعة والسورة من الحواميم الدخان أحد علامات
يوم القيامة ، أقسم الله بالقرآن الكريم في الآية الثانية .
|
|||
سبب
التسمية
|
|||
سميت "سورة الدخان" لأن الله تعالى جعله آية للتخويف الكفار
حيث أصيبوا بالقحط والمجاعة بسب تكذيبهم للرسول صلى الله عليه وسلم ، وبعث الله عليهم
الدخان حتى كادوا يهلكون ثم نجاهم بعد ذلك بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .
|
|||
محور
مواضيع السورة
|
|||
تتحدَّث آيات سورة الدخان في بدايتِها عن نزولِ القرآن الكريم في ليلةٍ
مباركةٍ وهي ليلةُ القدرِ؛ يقول تعالى: “إنَّا أنزلنَاه في ليلةٍ مباركةٍ إنَّا كنَّا
منذرين” 2)، ثمَّ تدورُ الآياتُ في فلكِ التوحيد والآياتِ العظيمة التي تدلُّ على
وحدانيةِ الخالق -تبارك وتعالى-، ثمَّ تتطرَّقُ الآياتُ للحديثِ عن قصَّة موسى -عليه
السلام- وفرعونَ وبيي إسرائيل، قال تعالى: “ولقَدْ فتنَّا قَبلهُمْ قومَ فرعوْنَ
وجاءَهُمْ رسُولٌ كَرِيمٌ”،3)، ثمَّ تتناول منكري البعث والنشور بردٍّ مبينٍ من لدُن
حكيمٍ خبيرٍ، وتشيرُ إلى عقوبة الكافرين والعذاب الشديد الذي أعدَّه الله تعالى لهم؛
قال تعالى: “إنَّ شَجرَتَ الزقُّومِ (43) طعامُ الأثِيمِ (44) كالمُهْلِ يغْلِي في
البطُونِ (45) كغلْيِ الحمِيمِ (46) خذوهُ فَاعتِلوهُ إلَى سَواءِ الجحِيمِ (47)
ثمَّ صبُّوا فَوقَ رَأسهِ منْ عَذابِ الحمِيمِ (48) ذقْ إنَّكَ أنْتَ العزِيزُ الكرِيمُ
(49) إنَّ هَذا ما كُنتمْ بهِ تَمترُونَ (50)”،4)، ثمَّ تنزلُ بقيَّة الآيات بردًا
وسلامًا على قلوبِ المؤمنين عندما تصفُ نعيم الجنَّة وما أعدَّه الله تعالى لهم؛
قال تعالى: “إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ
(52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ
بِحُورٍ عِينٍ (54)”.
|
|||
فضل
السورة
|
|||
وردَ في فضل سورة الدخان العديدُ من الأحاديثِ الشريفة، كما في الحديثِ
الذي يبيِّنُ فضل قراءة سورة الدخان في ليلةِ الجمعة، قال رسولُ الله -صلَّى الله
عليه وسلم-: “من قرأَ سورةَ الدخان في ليلةِ الجُمعة؛ غُفِر لهُ”، وفي حديثٍ آخرَ
قالَ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: “من قرأَ سورةَ الدخان في ليلةٍ أصبحَ يستغفرُ
له سبعونَ ألفَ ملك”.
|
|||
نص
السورة
|
|||
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ
(2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ
(3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا
مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ
إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)
بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ
مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا
الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ
مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا
كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ
الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ
وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ
رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لَا تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آَتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ
مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ
لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ
مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ
الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ
(27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ
السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي
إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا
مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
(32) وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلَاءِ
لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ
(35) فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ
تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ
(37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ
(38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
(39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى
عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ
هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ
(44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ
فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ
عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا
مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ
(51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ
(53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ
آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ
عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
(57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ
إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)
|